عاش المستشفى الجديد لمدينة الجديدة، أول أمس، حالة استنفار قصوى وغليانا في صفوف الأطباء والممرضات والممرضين العاملين به، بعدما أكدت التحاليل المخبرية إصابة طبيبة زميلة لهم بمرض السل من النوع المعدي داخل لمستشفى. ومباشرة بعد أن تأكد الخبر، وجه العاملون بالمستشفى شكاية إلى وزير الصحة والمندوب الجهوي والمندوب الإقليمي ومدير المستشفى، يشتكون فيها من الظروف «الخطيرة» على صحتهم التي يشتغلون فيها. وقال المشتكون في الشكاية التي حصلت عليها «المساء» إن قسم المستعجلات وجناح الملاحظة، أصبح يعرف انتشار الأمراض المعدية كالسل والتهاب السحايا وجرثومة الباليديزم ومجموعة من الجراثيم الأخرى… وأكد المشتكون، في رسالتهم إلى المسؤولين، أن كل المرضى الحاملين لهذه الأمراض المعدية يُحتفظ بهم بجناح الملاحظة المجاور لقسم المستعجلات، إلى أن أصبح مكتظا بالمرضى، ما جعل العدوى تنتقل إلى زميلتهم الطبيبة ويتخوفون من انتشار العدوى بين الممرضات والممرضين وزوار المستشفى . وفي الشكاية شديدة اللهجة، التي حصلت عليها «المساء»، طالب العاملون بالمستشفى الكبير بالجديدة المسؤولين بالتدخل العاجل عبر خلية تتبع الأوبئة لتعقيم قسم المستعجلات بصفة عامة وقسم الملاحظة بصفة خاصة. وطالبوا بعدم استمرار مكوث المرضى داخل قسم الملاحظة ونقلهم إلى المصالح الخاصة بكل نوع من الأمراض لمتابعة علاجهم. وطالب العاملون بالمستشفى الكبير بالجديدة المسؤولين بتطبيق القوانين الجاري بها العمل في مثل هذه الحالات، وحمايتهم من انتشار الأوبئة والأمراض المعدية داخل المستشفى، مستشهدين في شكايتهم إلى المسؤولين بمجموعة من النصوص القانونية. ومن المنتظر أن يُفجر هذا الحادث قضية تقاعس بعض الأطباء المعروفين بالمستشفى الكبير بالجديدة بعدم حضورهم إلى المستشفى لأداء عملهم إلا بعد الاتصال بهم في الحالات المستعجلة، كما سيكشف الحادث، في حال أوفدت وزارة الصحة لجنة تقصي حقائق، كيف أن هذا المستشفى الذي شُيد على مساحة بالهكتارات لم يعُد يقوى على استيعاب المرضى الذين يفدون عليه بالرغم من كونه شُيد بمواصفات متطورة وراهن المسؤولون على استيعابه للمشاكل التي كان يتخبط فيها مستشفى محمد الخامس منذ سنوات.