بعد أن أمضى واحدا من أسوأ مواسمه في البطولة الاحترافية باحتلاله المركز الثامن، حول الرجاء البيضاوي تركيزه نحو كأس الاتحاد الإفريقي، الذي يبقى الأمل الوحيد لجماهير الفريق، خاصة بعد الإقصاء من دور ثمن نهائي عصبة الأبطال الإفريقية أمام وفاق سطيف الجزائري بالضربات الترجيحية. ويحل الرجاء مساء غد الأحد ضيفا على فريق نجم الساحل التونسي في إياب دور ثمن النهائي. ويملك الرجاء امتيازا مهما بفوزه ذهابا بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء بهدفين دون مقابل، وسيكون مطالبا بالحفاظ على مكسب مباراة الذهاب من أجل بلوغ دور المجموعات. مكسب الذهاب يدخل الرجاء مباراة الغد بمدينة سوسة بامتياز مهم، بعد أن تفوق في مباراة الذهاب بالمركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء بهدفين مقابل لا شيء، سجلهما عبد الكبير الوادي والمهاجم النيجيري كريستيان أوساغونا في الشوط الأول من المباراة. ورغم تقدمه في مباراة الذهاب، إلا أن مدرب الرجاء فتحي جمال سيكون مطالبا بالتعامل مع مباراة العودة بذكاء، خاصة أن نجم الساحل سيرمي بجميع أوراقه وسيمارس ضغطا عاليا على مناطق الرجاء منذ بداية المباراة. ويملك مدرب نجم الساحل، فوزي البنزرتي، فكرة واضحة عن فريق الرجاء الذي دربه في موسم 2013-2014 وخاض معه مونديال الأندية بأكادير ومراكش عندما بلغ المباراة النهائية، ويعرف لاعبيه جيدا ونقاط ضعفهم، وهذا المعطى قد يساعده في بلوغ مرمى الحارس خالد العسكري. من خلال مباراة الذهاب، اتضح أن فريق نجم الساحل يعاني من بعض المتاعب في قلب الدفاع، لكنه يملك في المقابل خط هجوم جيد، بقيادة الجزائري بغدادي بونجاح ويوسف المويهبي الذي أهدر ضربة جزاء في لقاء الذهاب، كان من شأنها أن تلقب الموازين. ويمتاز لاعبو وسط وهجوم نجم الساحل بالسرعة في بناء العمليات وفي تنفيذ المرتدات الهجومية وبالفعالية داخل مربع عمليات الخصم وبالتمريرات القصيرة، بينما يعاني الفريق التونسي من بعض النقص في الخط الدفاعي وفي الانسجام بين لاعبي قلب الدفاع. وأضاع نجم الساحل في مباراة الذهاب بالدار البيضاء العديد من فرص التسجيل في الشوط الثاني، حيث كان الحارس خالد العسكري محظوظا وهو يرى كرتين تونسيتين تردهما العارضة، إلى جانب إضاعة اللاعب يوسف المويهبي لضربة جزاء في الدقيقة 74 من المباراة. الفرصة الأخيرة مباراة الأحد ستشكل الفرصة الأخيرة هذا الموسم للرجاء، بعد أن قدم موسما كارثيا في البطولة وكأس العرش وعقب خروجه من ثمن نهائي عصبة الأبطال الإفريقية أمام وفاق سطيف الجزائري. ويدرك لاعبو الرجاء أن الذهاب بعيدا في كأس «الكاف» يبقى هو الخيار الوحيد المتبقي من أجل إنقاذ الموسم من الضياع وللتصالح مع الجماهير التي كانت شاهدة على أسوأ موسم للفريق في آخر ثماني سنوات. من جهته، سيكون الفريق التونسي بدوره مجبرا على تخطي حاجز الهدفين وضمان التأهل، خاصة بعد أن خسر الثلاثاء الماضي لقب الدوري المحلي الذي فاز به فريق النادي الإفريقي. وتعتبر بطولة موسم 2014-2015 هي الأسوأ لفريق الرجاء البيضاوي في آخر 8 سنوات، حيث اكتفى بالمركز الثامن في جدول الترتيب برصيد 38 نقطة وبعشرة هزائم. ولم يحصد الرجاء 10 هزائم في البطولة منذ 30 سنة، وبالضبط منذ موسم 1984-1985 عندما احتل المركز السادس باثني عشر انتصار وثماني تعادلات وعشر هزائم. وبعد 1985، لم يخسر الرجاء في عشر مباريات في نفس الموسم، إذ كان أسوأ ما وصل إليه هو تسعة هزائم، على غرار ما حصل في موسم 2006-2007. وحل الرجاء في المركز الحادي عشر في موسم 2006-2007 وكان مهددا بالنزول إلى القسم الثاني، وجمع 35 نقطة فقط، من 7 انتصارات و14 تعادل و9 هزائم. بعد ذلك لم ينزل الرجاء عن الرتبة الرابعة، إلى أن أنهى موسمه الحالي في الصف الثامن بمجموع 38 نقطة، حصل عليها من 9 انتصارات و11 تعادل و10 هزائم. ففي موسم 2007-2008 جاء الرجاء في الرتبة الثالثة برصيد 48 نقطة، من 12 فوز و12 تعادل و6 هزائم، وفي السنة الموالية فاز بلقب البطولة برصيد 61 نقطة من 17 انتصار و10 تعادلات و3 هزائم. وفي موسم 2009-2010 احتل الرجاء الرتبة الثانية خلف الوداد برصيد 52 نقطة، من 14 فوز و10 تعادلات و6 هزائم، وفي الموسم الموالي فاز باللقب بجمعه ل 60 نقطة من 18 فوز و6 تعادلات و6 هزائم، وفي موسم 2011-2012، جاء الرجاء في المركز الرابع بمجموع 51 نقطة، من أصل 14 فوز و9 تعادلات و7 هزائم، وعاد ليفوز بعدها باللقب بعد حصوله على 66 نقطة من 19 فوز و9 تعادلات وهزيمتين. وفي موسم 2013-2014، جاء الرجاء في المركز الثاني برصيد 55 نقطة من 16 فوز وسبع تعادلات وسبع هزائم، ثم جاء هذا الموسم ثامنا في واحد من أسوأ مواسمه. عين على المنافس تأسس النجم الرياضي الساحلي في 11 ماي 1925. كان ذلك على يد أحمد الزقلاوي، أحد الآباء المؤسسين للنادي الإفريقي. ويحتفل الفريق هذا العام بالذكرى 90 لتأسيسه تحت شعار «90 عاما..تاريخ من الفخر والأمجاد». في 20 مارس 1961، قرر الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة حل النادي بسبب شغب جماهيره فانضم أغلبهم آنذاك إلى فريق الملعب السوسي الذي تمكن من الوصول إلى الدور النهائي للكأس والفوز بها، غير أن نادي النجم الرياضي الساحلي عاد إلى النشاط بعد أن سمح له بذلك الرئيس بورقيبة عندما قابله مسؤول النادي. في سنة 2007 أصبح أول ناد تونسي يفوز برابطة الأبطال الإفريقية في نسختها الجديدة إثر تغلبه على الأهلي المصري بعد أن خسر أمام نفس الفريق نهائي سنة 2005 ونهائي سنة 2004 أمام أنييمبا النيجيري وشارك في كأس العالم لكرة القدم للأندية 2007 وتحصل على المرتبة الرابعة بعد فوزه على نادي باشوكا المكسيكي في الدور الربع النهائي، ثم بانهزامه أمام بوكا جونيور في النصف النهائي بهدف نظيف وأمام أوراوا راد ديامونز في المباراة الترتيبية إثر اللجوء إلى ضربات الجزاء. إلى ذلك لن يستمر فوزي البنزرتي مع فريقه في الموسم المقبل، إذ يرجح أن يعود إلى الرجاء، الذي كان قاده إلى نهاية كأس العالم للاندية. ورتب المدرب وإدارة الرجاء كل شيء، بل إن البنزرتي بدأ فعلا في مباشرة مهامه، حيث اقترح على الرجاء انتداب اللاعب خالد القربي. يشار إلى أن الفريق توج بلقب البطولة المحلية 9 مرات، وهي نفس عدد المرات التي توج فيها بلقب كأس تونس، و12 مرة كوصيف لبطل الكأس. وتوج برابطة الأبطال الإفريقية مرة واحدة، ومرتين بلقب كأس افريقيا للأندية الفائزة بالكأس. وتوج في ثلاث مناسبات بكأس الاتحاد الإفريقي وبكأس «السوبر» مرتين.