حذر أئمة مغاربة في أوربا من التحديات الدينية التي تواجه الشباب المقيمين في الخارج، وعلى رأسها الفوضى التي يعرفها الشأن الديني وعمل التيارات المتطرفة على استقطاب هؤلاء الشباب سواء عبر المراكز المنتشرة بشكل عشوائي أو من خلال الإنترنت ووسائط التواصل الحديثة. وكشفت النقاشات التي شهدها اللقاء الدولي الأول في موضوع «الإمام وتحديات السياق الأوربي»، المنظم من طرف مجلس الجالية المغربية بالخارج يومي السبت والأحد بمدينة مراكش، عن الإشكالية التي يطرحها الإرث الفقهي الذي يستند إليه عدد من شباب الجالية، ووجود فتاوى تعرقل العيش المشترك، فيما توقفت تدخلات أخرى عند خطر التشيع والصراع الدائر للسيطرة على المساجد من طرف تيارات مختلفة. واعتبر عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، أن «هناك حربا عالمية حقيقية يتزعمها تحالفان كبيران، حيث يتم إنتاج خطابات تجر الشباب إلى الارتماء في أحضان حرب لا صلة لها بالإسلام، بالنظر إلى أن الأخير مشروع حياة وليس مشروع موت». وسجل في هذا السياق أن الإسلام أضحى اليوم، لأسباب موضوعية وغير موضوعية، في قفص الاتهام بسبب أحداث خطيرة يعرفها العالم، والتي رمت بمجموعة من الشباب المسلم في أتون تيارات هدامة تسعى لتقويض السلم العالمي. وقال بوصوف: «لا يمكن الوقوف موقف المتفرج أمام ما يقع في الساحة العالمية، لأنه من باب المسؤولية ألا نترك الدين في يد من ينتسبون له أو من لا ينتسبون، بل يجب أن نقف في وجههم بالحزم اللازم لإبعاد هذه التهمة عن ديننا، على اعتبار أن صورتنا صورة جماعية نعاني منها جميعا سواء المذنب أو غير المذنب». من جهته كشف عبد الجليل أمزيل، إمام بمدينة كولونيا الألمانية، في تصريح ل»المساء»، أن رئيس المجلس المركزي للمسلمين بألمانيا كشف في أحد اللقاءات أن هناك 10 مساجد مغربية يرأسها شيعة. وأضاف أن الحرية الموجودة في أوربا تجعل كل من يفقه قليلا في الدين أو لا يفقه فيه يفتح صفحة على الإنترنت ويطلق على نفسه أبو فلان، فيبدأ في تلقي الأسئلة من طرف الشباب ويقدم فتاوى ومحاضرات تدعم الأفكار المتطرفة. وأوضح أن «هناك من أصبح يجيز سرقة غير المسلمين الذين يسمونهم ب»الكفار»، حيث يقتحمون المحلات التجارية ويقومون بالسطو على ممتلكات الغير التي يعتبرونها غنيمة، والحال أن هؤلاء يجهلون الدين لأنه لن تجد شخصا درس القرآن والشريعة يتعامل بهذه الطريقة»، ومشيرا إلى أن المساجد تعرف حالة من الفوضى. وتوقف اللقاء الدولي الأول حول الإمام وتحديات السياق الأوربي عند عدد من الأسئلة التي يطرحها شباب الجالية المقيمة في الخارج، ومنها شرعية المشاركة في الانتخابات والانخراط في جيوش الدول الأجنبية، وإشكالات التعدد وحرية المعتقد والديمقراطية بشكل يفرض على الأئمة خلق توازن بين النصوص الشرعية وواقع المجتمعات التي يعيشون فيها.