قرر الطالب المعاق، عادل أوتينل، والذي يتهم وزارة التعليم العالي ب»منعه» من مناقشة أطروحة للدكتوراه بمبررات قانونية لا تتماشى مع وضعية المعاق، الدخول في معركة أمعاء فارغة ابتداء من يوم الثلاثاء 12 ماي الجاري، دفاعا عما أسماه «حقه في متابعة الدراسة» وتحدث الطالب في لقاءات سابقة مع «المساء» على أن قضية مواصلة دراسته هي «قضية حياة أو موت»، لأنها تتعلق بتحقيق حلم أب سهر على تربيته، قبل أن يتوفى بدوره، بعدما فقد أمه وعمره لا يتجاوز سنتين. وأضاف أن مدرسين حاولوا ثنيه عن مواصلة التعليم في الصغر، بسبب إعاقته، وخاض ضدهم معارك وتشبث بالتحدي، وقال الطبيب لوالده إن الابن المعاق لن يشفى أبدا، لكن ابن مدينة تيزنيت أصر على مواصلة السير في الطريق، وتحدى الصعاب، وتحول إلى كاتب قصص قصيرة تتحدث عن الضعفاء والمقهورين في أحياء الصفيح، وخرب المشردين، وجبال العزلة في العالم القروي. وقال معاقون ل»المساء» إن دخول هذا الطالب المعاق الذي يبلغ من العمر 38 سنة، في الإضراب يهدد حياته، لأن وضعيته الصحية لا يمكنها أن تتحمل انعكاسات أي إضراب عن الطعام. وأشار الطالب أوتنيل إلى أنه قرر خوض معركة الأمعاء الفارغة بعدما يزيد عن تسعة أشهر من اعتصام خاضه أمام عمادة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمركب الجامعي ظهر المهراز. وسبق لهذا الطالب أن خاض إضرابات متفرقة عن الطعام، مما أدى إلى تدهور حالته الصحية. وخلف قرار حرمانه من مناقشة أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه موجة كبيرة من التعاطف في أوساط الطلبة، وأساتذة الجامعة، وانتقلت موجة التعاطف إلى جمعيات المعاقين. واعتبرت أكثر من 6 جمعيات وفعاليات محلية أن قرار حرمانه من مناقشة أطروحته يدخل في إطار ما أسمته «الحيف والتمييز». وقالت إن هذا الطالب يجمع بين الإعاقة الحركية والحسية، ويجد صعوبات في النطق، وعاش اليتم منذ الصغر، دون إخوة، وذاق مرارة الأوضاع الاجتماعية الهشة، لكنه مع ذلك أصر على الصعود، ومواصلة التمسك بالحياة، واستطاع أن يواصل مساره التعليمي في ظروف مزرية، وعوض أن يكون قدوة بالنسبة للمسؤولين لتشجيع المعاقين على الاندماج وتحدي صعوبات الإعاقة، قررت وزارة التعليم العالي تشديد مسطرة الإجراءات القانونية في حقه، وتسبب ملفه في احتجاجات صاخبة من قبل الطلبة بالمركب الجامعي.