الصورة التي تصنعها جماهير الرجاء والوداد البيضاويين في ملعب محمد الخامس بالدارالبيضاء نهاية كل أسبوع، سواء في إطار مباريات المجموعة الوطنية الأولى أو عصبة الأبطال، تخفي وراءها واقعا مأساويا للبنيات التحتية لهذا المركب، الذي كان لا يحلو للنخبة المغربية مواجهة أي خصم كروي إلا فيه، لكن خلال السنوات الأخيرة لم يعد هذا المركب قادرا على احتضان مباريات المنتخب المغربي، بسبب المشاكل التي يعرفها على مستوى بنيته التحتية. قبل شهور وحينما تم الحديث عن تخصيص 220 مليون درهم من أجل تجديد وإعداد مركب محمد الخامس، اعتقد جميع الغيورين على هذا الملعب في الدارالبيضاء وباقي مدن المملكة أن ساعة الحسم اقتربت، وأن الزمن الجميل لهذا الملعب سيعود عبر المبلغ الذي تم تخصيصه لهذه الغاية، إلا أنه لحد الساعة لم يتم الشروع في إنجاز هذا المشروع الذي ينتظره البيضاويون بفارغ الصبر. وأكد مصدر ل "المساء" أنه من الضروري البداية في مشروع إصلاح المركب وتهيئة هياكله وبنياته التحتية في القريب العاجل، لأنه لا يعقل أن ملعبا بقيمة مركب محمد الخامس لا توجد فيه مرافق وبنيات موازية، كما هو الحال في كل المركبات الأولمبية. المشروع المتعلق بتجديد مركب محمد الخامس، ستساهم فيه كل من وزارة الداخلية بمبلغ 40 مليون درهم ووزارة الشباب والرياضة بمبلغ 130 مليون درهم والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ب 20 مليون درهم والجامعة الحضرية للدار البيضاء ب 30 مليون درهم، وستتكلف بإنجازه شركة الدارالبيضاء للتهيئة. فهل سيتمكن هذا المشروع من تجاوز الاختلالات التي توجد على مستوى بنيات مركب محمد الخامس، الذي سحب منه ملعب مراكشوأكادير البساط في السنوات الأخيرة، حيث إن الحدثين العالميين اللذين عرفهما المغرب والمتعلقين بمونديال الأندية لم تستقبل منهما الدارالبيضاء ولو مقابلة واحدة، وهو الأمر الذي أثار في حينها تذمرا كبيرا بالنسبة لعشاق الرجاء البيضاوي، الذين اضطروا إلى قطع مسافات طويلة من أجل مشاهدة مباريات وصيف العالم في كل من أكاديرومراكش. وإذا كان مركب محمد الخامس حاليا يستقبل أفواجا كبيرة من جماهير الوداد والرجاء، فإن من حق هؤلاء الجماهير، حسب مصدر، أن يتابعوا مباريات في كرة القدم بشكل يحترم كرامتهم وإنسانيتهم، بتوفير مرافق تحتية تليق بسمعة هذا المركب ليس فقط على الصعيد الوطني ولكن على المستوى الدولي، حيث استقبل ذات زمن مباريات دولية حضرتها العديد من المنتخبات العالمية. وليس مركب محمد الخامس وحده الذي تعرف بنياته التحتية العديد من الخصاص، فغير بعيد عنه وبالضبط في وسط المدينة يوجد فضاء "كازابلانكيز" والوعود التي قدمت من أجل تأهيل هذا الفضاء كثيرة جدا، لكن لحد الساعة لم تتحرك الجرافات من أجل إعطاء انطلاقة لهذا المشروع. ففي الوقت الذي انطلقت الأشغال لبناء المسرح الكبير، الذي لا يبعد سوى بكيلومترات قليلة عن فضاء "كازا بلانكيز"، فإن المؤشرات الحالية تؤكد أنه لا تزال أمام هذا المشروع أشواط طويلة لإنجازه.