تعيش قرية « بني ليث» ببني حسان، التابعة لجماعة الحمراء على صفيح ساخن بعدما ساكنة القبيلة على بقطع الطريق الوطنية رقم 2 الرابطة بين مدينة تطوان و شفشاون، احتجاجا على محاولات السلطة مداهمة بيوتهم وإخضاعها للتفتيش بحثا عن نبتة الكيف، معتبرين، حسب قولهم، محاولة قائد المنطقة اقتحام منازلهم بدوار «تينزة» دون احترام المساطر القانونية، والتوفر على أمر من النيابة العامة، خرقا قانونيا، كما رفضوا قيام السلطات لسلطات المحلية بتفعيل برنامج لمحاربة زراعة القنب الهندي بالمنطقة، دون أن توفر لهم بديلا يعوضهم عن الفقر الذي يعانونه. واضطرت السلطات إلى تعزيز المنطقة بقوات أمنية إضافية لكبح جماح احتجاجات الساكنة التي أعادت إلى الاذهان تمرد كنطقة باب برد قبل سنوات، كما تم استخدام القوة لتفريق المحتجين الذين فاق عددهم 600 شخص، فيما رد هؤلاء بقطع الطريق ما عرقل حركة المرور بها. وكشف بعض هؤلاء للجريدة عن حدوث إصابات في صفوف البعض، جراء التدخل الأمني، فيما لا زالت المنطقة تعيش حالة استنفار تحسبا لتطور الأوضاع وانتقال الاحتجاجات إلى قرى مجاورة، بسبب منعهم من زراعة القنب الهندي. وأصبحت هذه القرة القريبة من إقليمتطوان، أوشفشاون، تتعاطى لزرع نبتة القنب الهندي، في ظل غياب توفير بديل فلاحي لهم، يجبهم المسائلة القانونية، التي تقوم بها السلطات على شكل حملات سنوية أو موسمية، كما يؤكدون أنهم مجرد فلاحون بسطاء يقومون بزرع النبتة، التي يستفيد منها حسب قولهم، كبا تجار المخدرات، بعد اقتنائها منهم بأبخس الأثمان. وعادت حرب الكيف إلى المناطق والقرى المذكورة بعد صراعات سابقة بين الفلاحين على موارد سقي حقول نبتة القنب الهندي، مما يفرض على المسؤولين تدارك الأمر ومنح هؤلاء الفلاحين بدائل فلاحية أخرى توفر لهم لقمة العيش بعيدا عن المقاربة الأمنية التي تتعاطي بها الدولة مع هذا الملف الشائك، التي لن وزيد سوى من تأجيج غضب ساكنتها، و تصعيد احتجاجاتهم.