أثبتت أحدث الأبحاث الطبية التي أجريت في جامعة أوكسفورد الانجليزية بشراكة مع جامعة كاليفورنيا أن التدخين يؤثر على خصوبة المرأة، وأنها قد تتعرض جراء ذلك لتأخر الإنجاب، وقد تصاب أحيانا بالعقم. كيف ذلك؟ للإجابة على هذا السؤال يقدم العلماء عدة أسباب أبرزها تأثر الجهاز العصبي بمادة النيكوتين السامة التي تستنشقها الزوجة، فتتسرب هذه المادة إلى دمها وتؤثر على إفرازات الغدة النخامية، المسؤولة بشكل كبير عن إفراز هرمونين مهمين لإعطاء الأمر للمبيض ببدء عملية التبويض، وبالتالي ضعف التبويض عند حواء. خطر السجائر لنفهم هذه الخطورة يكفي أن نعرف أنه تنبعث من كل سيجارة مئات المواد الهيدروكربونية التي تؤثر على خلايا المبيض، وبالتالي تضعف قدرته على إفراز هرمون الإستروجين اللازم لنمو البويضات، وقد تم التأكد بأبحاث علمية من هذه الحقيقة بقياس نسبة هذا الهرمون فى دم وبول السيدات اللاتي يتعرضن لدخان السجائر، حيث اتضح وجود انخفاض ملحوظ في نسبة هذا الهرمون. وللتأكد جليا من هذه الحقيقة تم حقن نسبة ضعيفة من هذه المواد لحيوانات التجارب، فأصيبت بفشل في وظيفة المبيض، وعجز عن تكوين بويضات، كما تعرضت بعض الحالات لتليف كامل بالمبيض، وبالتالي فقد وظيفته بشكل تام. والأخطر من ذلك كله أن قناة فالوب لم تنج هي الأخرى من الآثار السيئة للتدخين، وكلنا يعلم أنها تلعب دورا حيويا في عملية الإخصاب بحركتها المتميزة بالقبض على البويضة ودفعها في اتجاه الرحم. لقد أثبتت البحوث العلمية بما لا يقبل الشك أن التدخين يؤدي إلى شلل في قناة فالوب بسبب المواد السامة التي تجرى في دم المدخنات، أو اللواتي يتعرضن للتدخين، وأن عملية الانقسام في البويضة الملقحة تتأثر سلبيا بالتدخين، فتقل قدرة البويضة الملقحة في التعلق بجدار الرحم من أجل استمرار الحمل، وبالتالي ترتفع نسبة الإجهاض وحالات الحمل خارج الرحم بين السيدات اللاتي يتعرضن للتدخين. علاقة السجائر بضعف المناعة تؤدى المواد المتصاعدة من دخان السجائر إلى ضعف مناعة حواء، وبالتالي تصبح المرأة المرتبطة برجل مدخن أكثر تعرضا للإصابة بالالتهابات المختلفة، ولمتاعب بتجويف الحوض والغشاء البريتونى، مما يؤدى إلى انسداد الأبواق واضطرابات مختلفة تعتبر من أخطر الأسباب المؤدية إلى العقم. ولكي نفهم ذلك بشكل جيد نقدم أمثلة بسيطة على ذلك، فمن المواد السامة المنبعثة من السيجارة المشتعلة هناك مادة «الثيوسيانيد» السامة، وقد تم عزل هذه المادة من الإفرازات والسوائل الموجودة بعنق الرحم من السيدات اللاتي يتعرضن للتدخين، وثبت أن هذه المادة سامة جداً بالنسبة للحيوانات المنوية لأنها تؤدى إلى شللها. كما أثبتت نتائج تحليل السائل الموجود بالمبيض والبويضات وجود مادة النيكوتين به، بالإضافة إلى مواد أخرى سامة، وكلها مواد تؤثر على البويضة وتجعلها غير قادرة على الإخصاب، رغم أن شكلها الظاهري يكون سليمًا.