فارقت السيدة فاظمة همو الحياة صباح أول أمس الأحد في مشهد مأساوي يتكرر بجبال أزيلال، بعد معاناة استمرت أسابيع في انتظار من ينقذها من معاناتها الصحية بدوار آيت عبي بجماعة تيلوكيت. ولم ينفع تطوع حوالي 40 رجلا من سكان الدوار الذين غامروا بحياتهم وسط كتل الثلوج المتراكمة، وحملوا فاظمة همو، ذات الثلاثين ربيعا، فوق نعش في محاولة لإنقاذ حياتها حيث قطعوا مسافة أربع ساعات من وسط دوار آيت عبي في اتجاه منطقة تسمى تزغت وهي الحد الفاصل بين جماعتي آيت مازيغ وتيلوكيت، في محاولة لإيصالها إلى أقرب نقطة من المستشفى الميداني الموجود في جماعة واويزغت المتاخمة لجماعة آيت مازيغ، لكن حالتها الصحية المتدهورة لم تسعفها في مواجهة الموت فوق النعش مخلفة وراءها رضيعتها وابنين آخرين. وكان سكان دوار آيت عبي المحاصر بالثلوج وسط جماعة تيلوكيت قد وجهوا نداء استغاثة مساء الجمعة الماضي لإنقاذ حياة السيدة فاظمة همو التي وضعت مولودة قبل ثلاثة أسابيع، وأصبحت حالتها الصحية حرجة بسبب ظروف الإنجاب وشدة البرودة بالمنطقة الجبلية المحاصرة بالثلوج، وحاولوا مرات عديدة إنقاذ السيدة التي أمسكت عن الأكل بسبب المرض الشديد، لكن الثلوج كانت تمنعهم كل مرة، قبل أن يقدموا على المغامرة صباح أول أمس الأحد، لكن مصير فاظمة كان الموت وسط الثلوج محمولة على النعش. وتساقطت الثلوج خلال الأيام القليلة الماضية بكثافة لتحاصر مجموعة من الجماعات الجبلية والدواوير، وليواجه السكان هناك الجوع وحصار الثلوج فيما يصعب على العديد من المرضى الوصول إلى المستشفى الميداني الذي نصبته مؤسسة محمد الخامس بمنطقة واويزغت، بعيدا عن المناطق الأكثر تضررا بالثلوج، وهي جماعات زاوية أحنصال وتيلوكيت وآيت بوللي وجماعات أخرى تابعة لدائرة دمنات، في الوقت الذي أكدت فيه فعاليات حقوقية وجمعوية أن المكان الأنسب هو الذي نصب فيه المستشفى الميداني السنة الماضية بجماعة آيت محمد القريبة من الجماعات الأكثر تضررا من التساقطات الثلجية.