تشد الأنظار مساء اليوم إلى الملعب الأولمبي ببرلين بألمانيا، حيث سيكون الجمهور المغربي مع موعد مع أول نهائي برسم منافسات بطولة العالم لألعاب القوى في الهواء الطلق، يعرف دخول مغربي إلى حلبة التنافس على إحدى الميداليات الثلاث، ويتعلق الأمر بالعداء الواعد جمال الشطبي الذي سيكون في موعد مع التاريخ لكتابة أحرف اسمه إما بالذهب أو الفضة أو البرونز العالمي في سباق 3000 م مساء اليوم ابتداء من الساعة السادسة وخمسين دقيقة بالتوقيت المغربي، ولن تكون المهمة سهلة بالنسبة إلى الشطبي نظرا إلى قوة المنافسين خاصة العدائين الكينيين الذي بسطوا سيطرتهم على هذا السباق منذ سنوات وقليلا ما أفسد العدائون المغاربة فرحة الكينيين، إلا لسنوات مع العداء ابراهيم بولامي الذي قهر الكينيين والعداء علي الزين الذي انتزع أكثر من مرة ميدالية من الثلاثي الكيني ووقف كمتوج في العديد من المحافل العالمية، ولولا الإصابة لكان ملكا في هذا السباق. وبلغ الشطبي نهاية المسابقة عقب احتلاله المركز الثاني في السلسلة الإقصائية الثالثة, قاطعا المسافة في زمن قدره 8 د و20 ث و26/ ج م, خلف العداء الكيني إزكييل كيمبوا (8 د و19 ث و36/ج م) , في حين حل الإثيوبي ياكوب جارسو في المركز الثالث (8 د و20 ث و91/ج م). ليضمن مقعدا في النهائي إلى جانب خمسة عشر عداء سيتنافسون على إحدى الميداليات الثلاث. وقاد الشطبي السباق منذ الانطلاقة رفقة الفرنسي محي الدين مخيسي وصيف بطل أولمبياد بكين، لكن هذا الأخير لم يتمكن من إتمام السباق وانسحب في ال300م الأخيرة. وقال الشطبي، إنه اعتمد نفس الخطة التي خاض بها السباق في ملتقى طنجة وفي دورة بيسكارا. وأشار إلى أنه تفاديا لكل مفاجأة غير سارة أخذ بزمام المبادرة لفرض الإيقاع الذي يلائمه، لاسيما وأنه يشارك في بطولة العالم لأول مرة من جهة، وكونه يوجد ضمن مجموعة بها عداؤون من ذوي الإنجازات والألقاب على غرار الكيني إيزيكييل كومبوا، بطل أولمبياد أثينا وحامل فضيتي دورتي باريس 2003 وهلسنكي 2005، والفرنسي محي الدين مخيسي بنعباد. وأكد جمال الشطبي أنه سيعمل بمساعدة مدربه إبراهيم بولامي على رسم خطة ناجعة للسباق النهائي حتى يكون من ضمن العدائين الأوائل ويدافع عن حظوظه في إحراز إحدى الميداليات . أما عبد اللطيف شملال، الحائز على الميدالية النحاسية في بطولة العالم للشبان في سانتايغو عام 2000، والذي يشارك لأول مرة في بطولة العالم للكبار، فقد خرج من الدور الأول للسباق بعد احتلاله المركز السادس في المجموعة الإقصائية الأولى بتوقيت 8 د و25 ث و68 /ج م. ومن أبرز العدائين الذين سيخوضون السباق النهائي، الذي يقام مساء بعد غد الثلاثاء، الكينيون برمين كيبروب كيبروتو، بطل أولمبياد بكين، وريشار كامبوا وبول كوتش والفرنسي أبو عبد الله طاهري والبحريني أبو بكر طاهر. وتدخل اليوم كذلك ثلاث عداءات غمار المنافسات العالمية، حيث ستشارك كل من سهام الهلالي ومريم العلوي السلسولي وابتسام الخواض غمار المنافسات الإقصائية لمسافة 1500 م. وفي سياق متصل ببطولة العالم حسم العداء الجامايكي أوساين بولت صاحب الثلاثية التاريخية بأرقاهما القياسية العالمية في دورة بكين 2008 (100 م و200 م والتتابع 4 مرات 100 م) صراع الجبابرة والنهائي الحلم في صالحه عندما نال ذهبية السباق الأشهر في رياضة أم الألعاب مسجلاً رقماً قياسياً عالمياً «خرافياً» قدره 9.58 ثواني وكان الرقم القياسي العالمي السابق بحوزة بولت نفسه وهو 9.69 ثواني وسجله في أولمبياد بكين العام الماضي. وتقدم بولت على الأمريكي تايسون غاي حامل اللقب والذي نال الفضية بزمن 9.71 ثواني، والجامايكي الآخر أسافا باول صاحب البرونزية بزمن 9.84 ثواني. وقال بولت: «كل ما يمكنني قوله هو أن تشجيع الجمهور أعطاني طاقة إضافية». وأضاف: «قلت قبل السباق إن كل شيء ممكن أن يحدث (الرقم القياسي العالمي) وهو ما حصل، كان الهدف كبيراً ونجحت في تحقيق 9.58 ثواني وأنا سعيد بذلك». وتابع: «أخطط الآن لأقدم الأفضل في المستقبل». ومرة أخرى، أكد بولت أنه ملك السرعة وجمع بين اللقبين الأولمبي والعالمي، وحقق فوزاً سهلاً وخلافاً لعادته حيث لم يخفف من سرعته سوى في المترين الأخيرين، وحقق ما توقعه الخبراء الذين رشحوه عقب الدور النهائي لسباق بكين إلى النزول عن حاجز 9.60 ثوان بسهولة كبيرة في حال أكمل المنافسة بالسرعة التي يبدأ بها السباق وهو ما فعله اليوم وحقق رقماً قياسياً خيالياً. ونجح بولت في وضع حد للإثارة والترقب الذي طال منذ نحو 12 شهراً، كون العداءين لم يلتقيا أبداً في قمة مستواهما، ففي العام 2007 كان غاي صاحب الكلمة الأخيرة في سباق 200 م حيث وقتها لم يكن بولت في قمة نضجه، وفي العام الماضي فرض الإعصار الجامايكي نفسه بشكل رائع واجتاح جميع المنافسين بمن فيهم غاي الذي حرمته الإصابة من خوض الدور النهائي، وسجل ثلاثة أرقام قياسية عالمية في سباقات 100 م و200 م والتتابع 4 مرات 100 م. .وسباق اليوم هو الحلقة الأولى من 3 حلقات بين بولت وغاي في المونديال الألماني حيث من المقرر أن تكون الحلقة الثانية في سباق 200 م والثالثة والأخيرة في سباق التتابع 4 مرات 100 م.