منذ بداية هذا الشهر، وضعت أجهزة الاستخبارات الأمريكية السي أي ايه إعلانات على شبكة الأنترنت والراديو والتلفزيون لاستقطاب العرب الأمريكيين لتتبع تنقلات بعض المسلمين الذين يعيشون في أمريكا. ووسع الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الذراع المسلحة لوكالة الاستخبارات الأمريكية، وضخت ميزانيات هائلة لتوظيف الشباب حول العالم عبر مواقع التشغيل الأمريكية المتخصصة والنسخ الإلكترونية لجريدة الإيكونوميست والواشنطن بوست. ومن المنتظر أن يلتقي ليون بانيتا، الرئيس الجديد للوكالة، مع مجموعات مسلمة في عدد من المدن الأمريكية كديترويت لبحث أنجع الوسائل لاستقطاب العرب للعمل معه. ويبدي مسؤولو الاستخبارات الأمريكية انزعاجهم من كون 13 في المائة فقط من موظفي السي.آي.إيه يتحدثون لغة أجنبية، و22 في المائة منهم قادمون من أقليات في المجتمع الأمريكي. ولم تخف الوكالة طموحها في توسيع شبكة نفوذها لتشمل دولا أخرى، وهو ما كشف عنه جورج ليتل، الناطق الرسمي للوكالة قائلا: «حتى نتمكن من تحقيق مهمتنا على الوجه الأكمل، نحتاج إلى الوصول إلى عملاء يتحدثون اللغة العربية إلى جانب عملاء من روسيا والهند وباكستان وكوريا». وأضاف ليتل أن أمريكا بحاجة إلى تتبع تنقلات الأمريكيين الذين يتحدثون هذه اللغات، مما يستدعي توظيف عناصر لديهم خلفية ثقافية متنوعة للقيام بهذه المهمة. وتتمثل مهمة المخابرات الأمريكية في الحصول على المعلومات الخارجية بصفة خاصة وتجميعها وتقسيمها، وكذلك تدبير العمليات السرية التي ترى أنها تحقق أهدافها السياسية، سواء أكانت عسكرية أو مؤامرات سياسية. وتُنسب إلى وكالة المخابرات المركزية سلسلة طويلة من العمليات السياسية والعسكرية في العديد من دول العالم، وخاصة في أمريكا الوسطى والجنوبية وغرب إفريقيا والشرق الأوسط والأدنى، حيث جرت العديد من الانقلابات العسكرية والتصفيات الفردية والجماعية. ونشر موقع «كرونيكل هاير إديوكايشون» إعلانا غير اعتيادي يدعو فيه إلى الترشح للعمل مع سي.آي.إيه: «تطلق المديرية الوطنية للوظائف في السي.آي.إيه مجموعة من الوظائف الجديدة. بإمكانك أن تصنع الفرق في هذا العالم.. هل أنت قادر على رفع التحدي والعمل معنا؟» ولم يتوقف نشر الإعلان عند المواقع الأمريكية فقط، بل تم نشره أيضا في الموقع الاجتماعي فايسبوك ويوتوب. وتوظف السي.آي.إيه كل عام حوالي 2000 عنصر جديد معظمهم متخرج من الجامعات الأمريكية بمختلف الولايات، كما أنها بدأت في وضع إعلاناتها على واجهات المطارات، مما جعلها تتلقى حوالي 120 ألف ملف ترشيح، وهذه السنة تجاوز عدد الملفات 180.000 طلب.