ذكرت وزارة الفلاحة الأمريكية أن صادرات المغرب من الحوامض تراجعت برسم موسم 2008-2009 بنسبة 15 في المائة مقارنة بموسم 2007-2008، وتقدر كمية الصادرات المسجلة خلال الموسم الحالي ب 469 ألفا و150 طنا، وهي كمية أقل بنسبة 28 % مما توقعت السلطات المغربية. وعرفت الصادرات إلى السوق الروسية، وهي أبرز منفذ للحوامض المغربية، انخفاضا حادا سيما في البرتقال الذي انخفض بنسبة 37 %، لتنتقل من 266 ألفا و118 طنا برسم الموسم الفارط 2007-2008 إلى 168 ألفا و432 طنا برسم الفترة نفسها من الموسم الحالي، فيما ارتفعت صادرات الفواكه صغيرة الحجم ب 9 في المائة. بالنظر إلى الأنواع الأساسية التي تشكل صنف الليمون، فإن نسبة التراجع تتفاوت بشكل واضح، فالماركة المسماة «ماروك لات» انخفضت الصادرات منها ب 41 %، وهي أكبر نسبة تراجع ضمن أصناف الليمون، يليه النوع المسمى «سانغوان» ب 29 % ثم النافيل ب 24 % وفق إحصائيات المؤسسة المستقلة لتنسيق الصادرات. وعزت وزارة الفلاحة الأمريكية في أحد تقاريرها نصف السنوية النقص الحاصل في صادرات الحوامض المغربية في جزء منه إلى الظروف المناخية الصعبة التي مر بها المغرب، وأمطار الفيضانات التي عرفها الموسم الفلاحي، وأيضا إلى التراجع الحاد في الطلب على المنتجات المغربية من لدن أسواق أساسية كروسيا. الظروف المناخية الصعبة والأمطار الطوفانية التي غمرت مناطق من المغرب، ولكن بدرجة أفدح في منطقة الغرب أدت إلى تدمير قرابة 50 ألف طن من الليمون الأحمر وليمون النافيل، وهو ما يعني خسارة كمية ضخمة من الإنتاج الموجه للتصدير. وبالنظر إلى عقود التصدير المبرمة بالدولار الأمريكي، تشير بعض التحاليل إلى أن تقهقر صادرات الحوامض المغربية إلى السوق الروسية، والتي تستوعب زهاء 50 % من إجمالي صادرات المغرب للعالم من الحوامض راجع أساسا إلى النقص الكبير في قيمة العملة الروسية الروبل مقابل الدرهم المغربي خلال موسم التصدير. كما أن صادرات الحوامض المغربية إلى الاتحاد الأوربي شهدت بدورها تراجعا ملحوظا خلال هذه السنة. وفضلا عن تأثير سعر الصرف فإن ثمة تناقصا دون شك في حجم الطلب الأوربي بصفة عامة على الواردات الأجنبية، زيادة على امتناع بعض الأبناك عن فتح خطوط تمويلية لإقراض الجهات المستوردة للحوامض المغربية.