لم تنم برشلونة، فقد كانت ساحة كريستوف كولومب وضاحية الكامب نو وكورنيش عاصمة كاطالونيا قبلة لمئات الآلاف من مشجعي «البلوكرانا». لقد بصمت برشلونة على واحد من أروع مواسمها على امتداد أزيد من قرن من ممارسة الكرة. ميسي، هنري، شافي، إيطو، بويول، إنييستا، فالديس، يايا توري، ألفيس، ماركيز وآخرون بصموا بحروف الذهب في سجل إنجازات البارصا. وطبعا قائد الأركسترا، أصغر المدربين المتوجين بعصبة أبطال أوربا... فيليبي غوارديولا.. كل أولئك خلدوا أسماءهم ووقعوا على مسار أكثر من رائع ختموه بانتصار تاريخي على خصم غير عادي هو الإنجليزي مانشستر يونايتد. دلالات انتصار البارصا كبيرة، فهي تعيد الفريق إلى أمجاده، وتؤكد نجاعة رؤية القائمين عليه، الذين زاوجوا بين الخبرة والشباب، لكنه كذلك انتصار يكرس تربع إسبانيا على عرش الكرة الأوربية.. أقل من سنة بعد انتصار منتخب إسبانيا بكأس أمم أوربا. لذلك لم يكن حضور الرسميين الإسبان بكل ثقلهم اعتباطيا، فوجود الملك خوان كارلوس وإلى جانبه رئيس الوزراء ساباثيرو يبين إلى أي حد أصبح للكرة حظوة على أعلى المستويات. قهرت برشلونة الإنجليز، وانتصرت في النصف على الفريق العنيد تشيلسي بضربة كان فيها الكثير من الحظ، لأنه قبل بضعة ثوان من نهاية اللقاء كانت روما تبعد عن برشلونة بسنوات ضوئية وبدأ مشجعو الموج الأزرق احتفالاتهم، لولا أن إنييستا كان له رأي آخر، وعاد الكطلان ليهزموا بطل إنجلترا الفريق العملاق المان يونايتد في لقاء ملكت فيه برشلونة مفاتيح اللعب كلها ولم تمنح المان سوى فسحة ضيقة لم تتعد العشر دقائق الأولى التي كان بإمكانها أن تقلب الموازين لولا يقظة فالديس.، بعد ذلك تحول اللقاء إلى استعراض لمهارات ميسي وتمريرات الرائع شافي وقتالية بويول وذكاء إيطو ومناورات إنييستا وهنري. لقد صعب على أفضل دفاع أوربي أن يكبح جماح أفضل هجوم أوربي والذي تفوق بشكل واضح حتى إن النجم الكبير رونالدو ضاع لوحده بين يايا توري وبيكي وبقي روني معزولا جهة اليمين، وكان على هذا الثنائي أن يعود إلى وراء أي إلى دفاعه ليسترجع بعض الكرات. السير فيرغسون بقي عاجزا وهو يرى خطته تتلاشى كقصر من الرمال ولم تنفع التغييرات التي قام بها، حيث كان الشوط الثاني نسخة طبق الأصل من الأولى وبقي يتفرج على فريقه ينهار، مع مرور الدقائق، حتى أطلق ميسي على الإنجليز رصاصة الرحمة. نهائي عصبة الأبطال هو كذلك عرس في الاحتفالية ودرس في التنظيم نجحت فيه إيطاليا إلى أبعد الحدود.