اضطر فريق الاتحاد الدستوري إلى تقديم اعتذار أمام مجلس النواب، في محاولة لاحتواء الأزمة التي فجرها النائب محمد أومولود عقب تدخل قال فيه إنه يتمنى الموت لليهود بأنفلونزا الخنازير. واعتبر شاوي بلعسال رئيس فريق الاتحاد الدستوري خلال جلسة أول أمس، أن عبارة «ياربي هاد الشي ديال الخنازير تعطيه لليهود» التي قالها نائب الحزب عن دائرة إنزكان خلال جلسة 13 ماي الجاري مجرد «هفوة لسان، أفرزها «ضغط الظرف وحماسة اللحظة»، وأن هذه العبارة يمكن إدراجها «في سياق الزلات اللغوية». وقدم بلعسال اعتذار الفريق الدستوري، إلى كل من «استشعر بأي أذى معنوي لحقه جراء الخطأ غير المقصود الصادر عن أحد أعضائه في معرض تعقيبه على سؤال شفوي». ويأتي تقديم هذا الاعتذار بعد أن أبدت جهات عليا انزعاجها من التصريحات التي أدلى بها أومولود والتي مست صورة المغرب كبلد للتعايش والتسامح، حسب ما كشفت عنه مصادر مطلعة أكدت أيضا أن عددا من الشخصيات اليهودية بالمغرب عبرت عن شجبها لهذا الكلام الصادر عن نائب برلماني في إطار جلسة لمجلس النواب. وكانت العبارات التي صرح بها نائب الاتحاد الدستوري قد أثارت أيضا العديد من الانتقادات من طرف الجمعيات الحقوقية التي اعتبرت كلامه «تحريضا على العنف والكراهية»، وهو ما دفع الحزب إلى إصدار بلاغ في محاولة للسيطرة على الموقف، أعلن فيه عن اتخاذ قرار بإحالة أومولود على اللجنة الحزبية للتحقيق والتأديب، لتقصي حقيقة هذه التصريحات وتداعياتها، وتقديم تقرير إلى المكتب السياسي لاتخاذ القرار المناسب في حقه. مجلس النواب من جانبه قرر سحب مجموع التعقيب من محضر الجلسة، وأصدر بيانا توضيحيا وصف فيه تعقيب أومولود ب«المسيء لليهود». ودعا مكتب المجلس في نفس البيان إلى ضرورة توخي الوضوح والحكمة في الخطابات المتصلة بالقضايا الحساسة تجنبا لكل تأويل مغرض. كما ثمن البيان الاعتذار الذي قدمه أومولود في وقت سابق وأوضح فيه أن الأمر يتعلق ب«زلة لسان غير مقصودة فهمت خارج السياق الذي يعنيه».