صدر عن منشورات «صدى التضامن» كتاب «بيداغوجيا القيم، أسسها ومكوناتها ومرجعياتها الأساسية» لمحمد أولحاج. يتناول الكتاب إشكالية التربية على القيم في المجتمع بصفة عامة، وفي مناهج التربية والتكوين بصفة خاصة، وتجلياتها في البرامج الدراسية «بيداغوجيا القيم»، من خلال البحث عن الخلفيات الابستمولوجية التي تؤطر منظومة القيم، وطريقة إدماجها في العملية التعليمية. ويتضمن الكتاب مدخلا وأربعة فصول: _ مدخل عام، حدد فيه أهم المقاربات الممكنة لمعالجة منظومة القيم «المقاربة التاريخية والسوسيولوجية والسيكولوجية والمعيارية»، وهي المقاربات التي استوحت منها الدراسة منهجيتها في تناول الموضوع. _ الفصل الأول: خصص لتحديد مفهوم القيم ودلالتها. وأمام تشعب المفاهيم والدلالات تم التركيز على ماله أكبر الأثر _من هذه المفاهيم _ في المجال البيداغوجي، وتم حصرها في المنظور الديني والمنظور الفلسفي ثم المنظور السيكو_سوسيولوجي. _ الفصل الثاني: تمت فيه معالجة أهم المجالات التي أثرت في منظومة القيم، وتم تصنيفها في هذا السياق إلى المجالات الآتية «العلمية والاقتصادية والسكانية والثفافية والفنية» ثم القيم كما نصت عليها المواثيق الدولية. _الفصل الثالث: عالج الخصائص الأساسية لمنظومة القيم والمتمثلة في: نسقية القيم، ونسبيته، وتراوحها بين الإيجابية والسلبية وطرائق اكتسابها وختم هذا الفصل بالوقوف على الأزمة التي تعانيها منظومة القيم اجتماعيا وتربويا. _الفصل الرابع والأخير: خصص لتوضيح كيفية إدماج القيم في المنظومة التربوية ومناهج التربية على حقوق الإنسان، انطلاقا من الجذاذات الموضوعة لإدماج هذه القيم في بعض المواد الدراسية «التربية الوطنية، والجغرافيا، والتربية الإسلامية» ثم تحديد الإستراتجية المعتمدة في إدماج هذه القيم في النظام التعليمي، انطلاقا مما تنص عليه الوثائق التربوية الخاصة بالموضوع «الميثاق الوطني للتربية والتكوين» والوثيقة الإطار للاختيارات والتوجيهات التربوية، والكتاب الأبيض، ووثيقة المستجدات التربوية، بالإضافة إلى طريقة أجرأتها في بعض الدلائل البيداغوجية. تلك هي أهم الإشكالات التي حاولت هذه الدراسة معالجتها تعريفا وتصنيفا وتطبيقا، استنادا إلى ما تنص عليه المذكرات التنظيمية في الموضوع، والتوجيهات البيداغوجية الواردة في الوثائق التربوية، وبتأطير من التصورات الفلسفية والدينية والسوسيولوجية والسيكولوجية في تناولها لمنظومة القيم. وقد جاء في تقديم الكتاب، أن الحديث عن القيم يتخذ في غالب الأحيان، دلالة ملتبسة وغامضة، ومرد ذلك إلى اختلاف التصورات الفلسفية والسوسيولوجية والسيكولوجية في تناولها لمنظومة القيم، أو النظرة الدينية إلى القيم بصفة خاصة، وكذلك اختلاف مضامين القيم في مختلف المجتمعات.