في تطور جديد لجدية التهديدات التي أصبح يشكلها تنظيم «داعش» على أمن إسبانيا ودول شمال إفريقيا، بعد توالي تفكيك الخلايا التي جندها تنظيم «داعش» بكل من سبتة ومليلية، كشفت إسبانيا أن حكومتها فتحت مفاوضات مع الجيش الأمريكي من أجل تحويل قاعدة عسكرية في جنوب البلاد إلى مركز دائم لمواجهة تهديدات التنظيمات الإسلامية المتطرفة بشمال إفريقيا. وجاء فتح المفاوضات بناء على طلب تقدم به وزير الدفاع الأمريكي المنتهية ولايته، برفع عدد قوات المارينز الموجودة بالقاعدة الأمريكية في إقليم الأندلس الإسباني إلى 3 آلاف جندي عوض 850 الموجودين بها حاليا، واعتبر المراقبون أن طلب الولاياتالمتحدة بجعل قاعدتها في جنوب إسبانيا جاء لمواجهة النفوذ المتنامي للجماعات المتطرفة في منطقة شمال إفريقيا، وخاصة ليبيا والجزائر. وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع قلق مسؤولي المخابرات الإسبانية إزاء تهديد للبلاد من داخل مدينتي سبتة ومليلية، والتي كان آخرها اعتقال أربعة متهمين نهاية الأسبوع الماضي، للاشتباه في انتمائهم لشبكة جهادية في سبتة، والذين عثر بحوزتهم على أسلحة ومعدات قتالية. ومن جانبه، أكد عبد الرحمان مكاوي، الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، أن في مصلحة إسبانيا ودول المنطقة بقاء تلك القاعدة العسكرية الأمريكية، إلى جانب الأسطول السادس، الذي يتمركز بالقرب من المنطقة، والذي يمكن أن يتدخل عند الحاجة. وأشار مكاوي إلى أن تنظيم «داعش» أصبح يشكل خطرا على دول شمال إفريقيا، وهو ما يفرض على دول المنطقة تعاونا أمنيا من أجل محاربة هذا التنظيم المتطرف، مضيفا أن طائرات بدون طيار تابعة للجيش الأمريكي تجوب أجواء شمال إفريقيا والساحل، وكذلك طائرات التجسس والأقمار الصناعية من أجل مراقبة تحركات مليشيات التنظيم المذكور بكل من ليبيا والجزائر. واعتبر مكاوي أن القاعدة العسكرية الأمريكية في إسبانيا تلعب دورا كبيرا في التحركات الجوية والحروب التي تقودها الولاياتالمتحدة على «داعش»، سواء في منطقة الساحل أو سوريا والعراق واليمن. واستبعد مكاوي أن تكون للقاعدة العسكرية الأمريكيةبجنوب إسبانيا أي تداعيات على المغرب، على اعتبار أنه شريك مهم للولايات المتحدةالأمريكية في محاربة الإرهاب، موضحا أن قوات نخبة المارينز الأمريكية لديها اتفاقيات مشتركة مع القوات المسلحة الملكية وتقود برفقتها تدريبات سنوية بالمغرب.