خلال النصف الأول من البطولة الاحترافية، لفت فريق حسنية أكادير الأنظار بطريقته في اللعب والتي تختلف عن جل الفرق الوطنية. النتائج التي حققها الفريق السوسي تُظهر اعتماده على كرة هجومية ولعب مفتوح، وهو ما يفسر توفره على أحسن خط هجوم ب 28 هدفا، لكنه يملك في ذات الوقت أضعف دفاع ب 26 هدفا. بعد ثلاث مواسم رفقة المدرب مصطفى مديح، ظل خلالها الفريق يتأرجح بين الصفوف الأخيرة ووسط الترتيب، تعاقد الفريق مع مدربه العائد عبد الهادي السكتيوي الذي كانت انطلاقته مع الفريق متعثرة عقب الخسارة الثقيلة أمام الكوكب المراكشي بأربعة أهداف لصفر وتعادله بميدانه مع شباب الريف الحسيمي بهدفين لمثلهما، إضافة إلى الخروج المبكر من منافسات كأس العرش على يد الدفاع الحسني الجديدي. في الجولة الثالثة من البطولة، كان الفريق السوسي قريبا من انتزاع أول فوز له في البطولة ببركان، لكن مرماه تلقت هدف التعادل في الوقت الضائع، ليتأجل أول انتصار إلى الدورة الموالية، التي حقق فيها الفريق فوزا مهما على حساب شباب أطلس خنيفرة بأربعة أهداف لاثنين. «خطف» حسنية أكادير تعادلا مهما من تطوان وحقق فوزا مثيرا على الرجاء البيضاوي بخمسة أهداف لثلاثة، وخسر بالرباط أمام الجيش الملكي بهدفين لواحد، وتفوق على الدفاع الحسني الجديدي بهدف دون رد ، وخسر بآسفي بنفس النتيجة، قبل ان يتعادل بميدانه أمام اتحاد الخميسات بهدفين لمثلهما، ثم فاز بعد ذلك على ضيفه أولمبيك خريبكة بثلاثة أهداف لاثنين وانتزع فوزا آخر من القنيطرة بهدفين لواحد، واكتفى بنتيجة التعادل بملعبه أمام المغرب الفاسي بهدفين لمثلهما، وكان قريبا من التغلب على الوداد متصدر الترتيب في عقر داره وأنهى المباراة متعادلا بهدفين في كل مرمى، ثم فاز في الدورة الأخيرة على الفتح الرباطي بهدفين لواحد. حصيلة حسنية أكادير في الشطر الأول من البطولة تُعتبر جيدة، إذ يتوفر على 24 نقطة إلى جانب الكوكب المراكشي وأولمبيك خريبكة، وتفصله نقطة عن صاحب الصف الثاني، الرجاء، ونقطتين عن الوداد. ويسعى حسنية أكادير إلى الحفاظ على نقطة قوته في وسط الميدان الهجومي والهجوم، مع تصحيح هفوات الفريق في خط الدفاع، إذ تلقت مرماه 26 هدفا في 15 مباراة. وانتدب الفريق السوسي المدافع الأيسر لشباب الريف الحسيمي سعيد الرواني والظهير الأيمن لنفس الفريق، سعيد الزايدي، بعقد يمتد لموسم ونصف لكل لاعب، مقابل تسريح المدافع الأيمن عادل الماتوني للكوكب المراكشي. وتعاقد حسنية أكادير مع مدافع أوسط من شباب المحمدية، اسمه أيوب مدحي، كما ضم لاعبي وسط ميدان، هما جمال الدين المالكي من الكوكب، وعادل حفاري من شباب المحمدية. في المقابل، أعار الفريق الأكاديري هدافه الإفواري زومانا كوني لاتحاد طرابلس الليبي إلى غاية نهاية الموسم الجاري، إلى جانب اللاعب سيرج برو الذي أعير لشباب هوارة. وقام الفريق بتسريح لاعبيه سعد اللمطي ومحمد الضو والمهدي مفضل ثم المهدي مسياف. السكيتوي: الحسنية لن تكون لقمة سائغة مدرب الحسنية قال إنه يراهن على اللاعبين الشباب وأن الفريق سيكون أقوى الموسم المقبل قال عبد الهادي السكيتوي إن حصيلة مرحلة ذهاب البطولة بالنسبة لفريق حسنية أكادير إيجابية استطاع خلال الفريق حرق عدة مراحل، مشيرا إلى أن الفريق السوسي رغم النتائج الإيجابية خلال هذه المرحلة إلا أنه لا يزال في فترة البناء وأن المجموعة تحتاج للانسجام أكثر وأنه يعمل وفق برنامج متكامل في مشروع رياضي للفريق السوسى. وعبر السكيتوي في هذا الحوار الذي أجرته معه «المساء» على أن مرحلة الإياب ستكون صعبة وتنافسية وستكون الكلمة للفرق القوية كالرجاء والوداد، مبرزا أن حسنية أكادير لن يكون لقمة سائغة وسيبحث عن إسعاد الجماهير السوسية. حاوره: عبد الجليل شاهي - كيف تقيم مرحلة ذهاب البطولة بالنسبة لحسنية أكادير؟ أعتقد على مستوى النتائج أن الحصيلة كانت إيجابية، لكننا نعمل وفق مشروع وعلى برنامج متكامل داخل حسنية اكادير. استطعنا ربح النقاط وحرق المراحل بسبب الانسجام الذي حصل بين اللاعبين، رغم أن الفريق تغير بنسبة كبيرة، كما أن الإعداد البدني في بداية الموسم كان في شهر رمضان، إلا أننا نعرف ماذا نريد، بناء فريق قوي للموسم المقبل وضمان البقاء وتوظيف اللاعبين الجدد بالإضافة إلى خلق هوية للفريق السوسي وأسلوب خاص بحسنية اكادير. ونحن رغم النتائج الإيجابية خلال هذه المرحلة لا زلنا في فترة البناء والمجموعة تحتاج للانسجام أكثر وبعض المراكز أساسية وسنصل للهدف المنشود. -ماذا عن التعاقدات التي أبرمها فريق حسنية اكادير خلال «الميركاتو» الشتوي؟ هناك خمس تعاقدات منهم لاعبين يمتكلون تجربة في القسم الوطني الاحترافي، يتعلق الأمر بالظهير الأيسر سعيد الرواني والظهير الأيمن سعيد الزايدي، بالإضافة إلى لاعبين من شباب المحمدية المدافع، أيوب مدحي وعادل حفاري لاعبين شبان لا يتجاوز سنهم 21 سنة، يمتلكون مستقبلا جيدا ويندرجون في مشروع النادي، بالإضافة إلى جمال الدين المالكي في صفقة تبادلية مع الكوكب المراكشي بذهاب عادل الماتوني للكوكب، لكن رغم هذه الانتدابات إلا أن بعض المراكز الحساسة نعاني منها، فسيغيب المدافع إدريسا كوليبالي خلال المباريات الأولى من الشطر الثاني للبطولة الوطنية بحكم مشاركته مع منتخب بلاده في كأس إفريقيا، إذ سيترك فراغا في الدفاع ويصعب علينا إيجاد بديل يمكن أن يقدم الإضافة المرجوة، ونفس الأمر في مركز الهجوم فالكل يعرف أن غياب كوني زومانا ترك فراغا واضحا في هجوم الفريق، ونحن نعتبره لا يزال في فترة نقاهة فبشكل عقلاني تمت إعارته للأهلي الليبي وسيستفيد ماديا ويسترجع إمكانياته.ومركزه بدون بديل وهذا مشكل كبير، كما حضر أحد المهاجمين وخضع للاختبار لكنه طلب أثناء التوقيع مبالغ خيالية أكثر من 12 مليون سنيتم للشهر وسيارة،وإمكانيات النادي المادية لا تسمح بالتعاقد مع مثل هؤلاء اللاعبين. - ما هو هدفك خلال مرحلة الإياب؟ حاليا أكبر هاجس يؤرقني هو الجانب الدفاعي في الفريق، و كنت أمني النفس باستقدام وسط ميدان دفاعي من العيار الثقيل، لكن بطولاتنا الوطنية تفتقد للاعبين الذين يمكنهم تقديم الإضافة المرجوة في هذا المركز، لقد حاولنا خلال هذا «الميركاتو» الشتوي التعاقد مع لاعبين جاهزين في الدفاع، لكن هدفنا واضح بناء فريق للموسم المقبل، ولو كنا نود أن نلعب الآن على البطولة لما تعاقدنا مع لاعبين شباب من بطولة قسم الهواة، فخطتنا التعاقد مع شبان وإعطاء الفرصة لأبناء الفريق ونعمل معهم من أجل تطويرهم و تأهيلهم لمشروع العام المقبل وهنا ثق بي جيدا و أسطر عليها بالقلم الأحمر سيكون اللاعبون جيدون خلال الموسم المقبل. هذا لا يمنع من القول إن باستطاعتهم التأقلم بسرعة أكبر مع أجواء البطولة الوطنية و التشبع بالثقافة التنافسية التي أحاول زرعها فيهم و يمكن أن يقدموا عطاء أحسن خلال الشطر الثاني فإن لم يكن حالا فخلال الموسم المقبل. - كيف تتوقع الشطر الثاني من البطولة الاحترافية ؟ لا يختلف إثنان أن الفرق القوية أو فرق قاطرة الكرة الوطنية ستكون حاضرة بقوة خلال مباريات اياب البطولة، خاصة الفرق التي لديها قوة لوجستيكية و تركيبة بشرية غنية أكيد ستقول كلمتها، وهنا أتحدث عن فرق الوداد و الرجاء و المغرب التطواني و غيرها من الفرق التي لديها الخبرة و التجربة، و لنا مثال في فريق الرجاء الرياضي البيضاوي فرغم البداية المتعثرة إلا انه استجمع قواه و زحف بقوة و هو يحتل المركز الثاني في البطولة بعد غريمه الوداد، لكن الأكيد أن فريق حسنية اكادير لن يكون لقمة سائغة أو سهلة لباقي الفرق الأخرى وعندي الثقة في الجمهور أولا، ثم باقي مكونات الفريق سواء اللاعبين أو الطاقم التقني أو الطبي أو إدارة النادي.