عاد سكان منطقة تيقاجوين وتونفيت بإقليم ميدلت ليدقوا ناقوس الخطر، بعد إعدام ما يزيد عن 100 شجرة أرز يتراوح عمرها ما بين 400 و600 سنة بشكل وصف ب"الكارثي"، خاصة أن هذا القطع يتم، حسب رأيهم، بشكل عشوائي ويطال عددا كبيرا من الأشجار المعطاءة الخضراء من طرف لوبيات متخصصة في سرقة هذه الأشجار وإعادة بيعها من جديد دون أن تتحرك الجهات المعنية لوقف هذا النزيف على الرغم من ربط الاتصال بها. وقال مصطفى علاوي، فاعل جمعوي في اتصال ب"المساء" إنه اتصل شخصيا قبل وقوع هذه الكارثة ببعض مسؤولي مندوبية المياه والغابات غير أنه لم يتم إيلاء أي اهتمام لاتصاله ولم يتم التدخل لمنع هذه "الجريمة"، يضيف علاوي، وهو الأمر نفسه الذي يتكرر باستمرار. ونددت مصادر جمعوية وبعض سكان المنطقة بهذه الظاهرة التي يتم التعامل معها بنوع من البرود علما أنها تجتث أشجارا معمرة بالمنطقة، إذ تم إعدام ما يفوق 500 شجرة أرز في السنوات الخمس الأخيرة، وإسقاط 20 شجرة في ظرف أسبوعين بشكل وصفته المصادر ذاتها ب"الخطير". ووقف جمعويون بتقجوين وتونفيت على حجم الدمار الذي طال غابة إيديكل، والذي وصفته المصادر ذاتها بأنه "كارثة بيئية" خاصة بمنطقة بوتسمومت امالو نتوجوط اقا نبوربعا وتزكاغت، بومزوغ واسكان وبويهقار، وتم إحصاء أزيد من 100 شجرة حديثة القطع كلها خضراء. وأضافت المصادر نفسها أن الغريب في الأمر هو أن الاجتثاث يتم في واضحة النهار أمام مرأى بعض المسؤولين عن القطاع بشكل يوحي باختلالات كبرى وجب الوقوف عليها من خلال تشكيل لجنة وطنية لتحديد حجم الدمار الذي طال الغابة المذكورة ومعرفة الجهة أو الجهات التي تقف وراء هذا الوضع وترتيب المسؤوليات والجزاءات في حق كل من ثبت تورطه أو تعاونه مع لوبيات تهريب الأرز وتخريب المجال الغابوي بالمنطقة. وقال علاوي تعقيبا على هذه القضية "لقد قرعنا ناقوس الخطر وراسلنا المسؤولين في الموضوع ونشرت في الجرائد الوطنية المكتوبة والإلكترونية وحتى على القنوات التلفزية لكن الوضع مازال على حاله، بل ويسير نحو الأسوأ في ظل توالي عملية إعدام أشجار هذه الغابة التاريخية دون أن تتدخل أي جهة مسؤولة للحد من هذا الأمر". وهدد السكان والجمعويون بالمنطقة بتنظيم وقفات احتجاجية أمام المديرية الجهوية للمياه والغابات بمكناس وهو الاحتجاج الذي قد ينقل نحو العاصمة الرباط بسبب ارتفاع وتيرة نهب الأشجار. وحملت المصادر نفسها مسؤولية هذا الوضع إلى الجهات المعنية مطالبة إياها بتشكيل دوريات للمراقبة في هذه الغابة.