عادت أجواء التوتر بالمستشفى الإقليمي لتيزنيت، بعد إعفاء المدير الإقليمي من قبل وزارة الصحة، واتهام بعض الأطقم الطبية بطرد مرضى ينتظرون إجراء العمليات الجراحية بناء على مواعيد سابقة. وفي هذا الإطار، قال بنواري في سؤال كتابي موجه لوزير الصحة، «إننا فوجئنا بخبر طرد مرضى من ضمنهم نساء ينتظرون الخضوع للعلاجات الضرورية، وإجراء مجموعة من العمليات الجراحية، الأمر الذي ينبئ بالعودة إلى حالة التعثر والاضطراب التي كان يعرفها المستشفى في فترة سابقة»، وتساءل برلماني الاتحاد الاشتراكي عن «حقيقة عدم استفادة هؤلاء المرضى من إجراء عمليات جراحية انتظروا موعدها لأزيد من أسبوع داخل المركز الاستشفائي الإقليمي بتيزنيت»، كما طلب توضيحات من الوزير بخصوص «الإجراءات والتدابير الاستعجالية والفورية التي ستقوم بها الوزارة لضمان استمرارية المستشفى الإقليمي وتجنيبه كل ما من شأنه أن يتسبب في تراجع الخدمات المقدمة كما ونوعا»، مضيفا أنه سبق أن وجه سؤالا كتابيا آخر في الخامس من نونبر الجاري، حول إعفاء مدير المركز الاستشفائي الإقليمي بتيزنيت منبها في السؤال ذاته إلى أن «القرار قد يترتب عنه ضياع لمصالح المرضى والمرتفقين»، مطالبا باتخاذ كافة الترتيبات والإجراءات لضمان استمرارية هذا المرفق الحيوي. وفي سياق متصل، علق عدد من متتبعي الشأن المحلي بتيزنيت، على الأوضاع التي يعيشها المستشفى الإقليمي بعد إعفاء المدير المعين قبل حوالي سنة، بأن «روح نعيمة تحلق فوق سماء المستشفى الإقليمي لتيزنيت»، اعتبارا لما يشهده جناح الولادة بالمستشفى الإقليمي، من عودة للأجواء التي كانت سائدة قبل وفاة «نعيمة» التي أثارت جملة من الاحتجاجات بمدينة تيزنيت خلال السنة الماضية ضد الوضع الصحي المتردي بالمستشفى. وقالت المصادر إن قسم الولادة يعرف خصاصا في الأطباء، بعد أن استفاد طبيب من رخصة قانونية، ليبقى طبيب واحد يشتغل بالقسم المذكور حسب الساعات المحددة قانونا دون تكليفه بالمداومة، الأمر الذي يفرض على المستشفى إرسال الحالات المستعجلة والحالات الواردة خارج أوقات العمل الإداري، وخلال فترات الليل على متن سيارة إسعاف تابعة للمستشفى الإقليمي إلى مستشفى أكادير، وهو ما يعني إرغام الممرضات على مرافقة المريضة في ساعات متأخرة من الليل، الأمر الذي يعرضهن لمتاعب إضافية ومخاطر الطريق ذهابا وإيابا، فضلا عن مخاطر تحمل مسؤولية المريضة في حال تعرضها لأي مكروه وهي في طريقها إلى المستشفى. فروح نعيمة – يضيف المتحدثون للجريدة - تحلق فوق سماء المستشفى الإقليمي، وتحذر المسؤولين من مغبة تكرار حوادث مماثلة بالإقليم تذهب ضحيتها نساء أخريات، ويطالب المتحدثون بضرورة الوقوف على الوضع الحالي بالمستشفى، وإيجاد بدائل سريعة لتمكين الحوامل من الولادة في ظروف جيدة وقريبة من مقرات سكناهن، كما تساءل المتتبعون عن دور الجناح الجديد للولادة في استيعاب الطلبات الواردة على المستشفى، خاصة وأنه لم يمض على تدشينه الرسمي بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء إلا أيام معدودة. من جهة أخرى، طالب أعضاء المجلس الإقليمي لتيزنيت ضرورة الرقي بعمل القائمين على الشأن الصحي إلى مستوى يمكنه من تجاوز مسببات الاختلال في القطاع، وعلاقته بمحيطه وشركائه، كما طالبوا بضرورة الاستجابة لحاجيات الإقليم من الموارد البشرية، كطب العيون وطب النساء والتوليد، والجراحة والكلي والعظام، والقلب والشرايين، وطب الأطفال، مشددين في الدورة الأخيرة للمجلس على ضرورة إيجاد صيغة لتشغيل جهاز السكانير الذي تم اقتناؤه منذ عدة أشهر بالمستشفى الإقليمي، دون أن يستفيد المرضى من خدماته، كما طالبوا بفتح قنوات للتنسيق من أجل الاستفادة من مركزي تصفية الدم بكل من تارسواط وتيزنيت، وتنظيم حملات طبية على امتداد تراب الإقليم في إطار الشراكات المبرمة وتشغيل الوحدات المتنقلة. يذكر أن الدكتور عبد الله حميتي، كان قد توصل أخيرا بقرار إعفائه من منصبه كمدير للمستشفى الإقليمي لتيزنيت، بعد حوالي سنة قضاها على رأس الإدارة، خلفا للدكتور عبد الرحيم الشعيبي الذي يشغل الآن منصب مدير المستشفى الإقليمي بمدينة المضيق بشمال المغرب.