استنكر العديد من الأساتذة الجامعيين- الذين شاركوا كمؤتمرين عن الجامعات التي يمثلونها في المؤتمر الوطني التاسع للنقابة الوطنية للتعليم العالي الذي أنهى أشغاله، الأسبوع الماضي، بكلية العلوم بالرباط،- المساس بمضمون اللائحة الأصلية للمرشحين للجنة الإدارية للنقابة، وأعلنوا، في رسالة توصلت «المساء» بنسخة منها، عن تضامنهم مع مولاي ابراهيم سدرة، أستاذ التعليم العالي بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، الذي كان مرشحا لعضوية اللجنة المذكورة، قبل أن يتم حذف اسمه بشكل مفاجئ من ورقة الانتخاب، دون أدنى مبرر موجب لذلك. وقال الموقعون على الرسالة إنهم يساندون كل الخطوات الرامية إلى إعادة الاعتبار إلى المرشح الذي تم إقصاؤه «حفظا لمصداقية العمل النقابي ولنزاهة المؤتمر» معتبرين ما وقع «سابقة خطيرة» لم تعتد عليها النقابة الوطنية للتعليم العالي، ومؤكدين في الوقت نفسه، أن اسم مولاي ابراهيم سدرة كان ضمن اللائحة النهائية للمرشحين الخمسة والستين، والتي تلاها رئيس المؤتمر على أسماع جميع المؤتمرين الحاضرين. من جهته، طالب الأستاذ الجامعي سدرة رئيس المؤتمر الوطني التاسع للنقابة الوطنية للتعليم العالي، أنور المرتجي، بدعوة كل المؤتمرين إلى «الاجتماع مجددا، وفي أقرب الآجال، قصد إعادة انتخاب اللجنة الإدارية التي تعد أعلى هيئة تقريرية بالنقابة، بطريقة شفافة وديمقراطية، صيانة لقوة وهبة النقابة من جهة، وتتويجا يليق، من جهة أخرى، بالمستوى المشرف الذي عرفته أشغال المؤتمر الوطني»، وأشار، في رسالة توصلت «المساء» بنسخة منها، إلى أنه يطعن بصفة رسمية في انتخابات أعضاء اللجنة المذكورة، وقال إن عقلية «الإقصاء» و«رفض» الرأي الحر المخالف تدخلت في آخر فصول المؤتمر، من خلال ما وصفه ب«النكسة» التي حصلت غداة «التزوير» الذي طال لائحة المرشحين، وزاد قائلا: «ما حدث هو عملية ممنهجة ومقصودة، بحيث لو كان الأمر يتعلق بخطأ بسيط، لتمت معالجته بسرعة، أثناء احتجاجي عليه، وإشعار رئيس المؤتمر بوقوعه». ودعا سدرة، عضو اللجنة الإدارية المنتهية ولايتها والذي يستعد لرفع دعوى قضائية في الموضوع، كافة المؤتمرين ورئاسة المؤتمر إلى الوقوف وقفة «مسؤولة» ل«تجنيب» شرعية الأجهزة النقابية الوطنية المقبلة أية مساءلة أو تنقيص، وزاد موضحا: «إذا لم نستطع، كنخبة في التعليم العالي، كبت النزوات العدائية وأسلوب الإقصاء والاستفراد بقرارات متهورة والاستهتار بحرمة المؤتمر وبمصداقية جهازنا النقابي، فإن ذلك لن يخدم مصلحتنا ويحصنها أمام تحديات الأفق». بالمقابل، رفض أنور المرتجي، رئيس المؤتمر الوطني التاسع للنقابة الوطنية للتعليم العالي، في اتصال هاتفي مع «المساء»، التعليق على الاتهامات التي جاءت على لسان الأستاذ «سدرة»، واكتفى بالقول: «ليست لدي أية علاقة بما وقع، ولم أتوصل بأي طعن خلال انعقاد المؤتمر. مهمتي الآن محددة، ومقتصرة على تشكيل أجهزة النقابة داخل أجل معين»، وأضاف مستطردا: «بالفعل، لقد كان اسم مولاي ابراهيم سدرة ضمن لائحة المرشحين، لكن اسمه سقط»، دون أن يدلي بأي تفاصيل أخرى. ومن المنتظر أن يلتئم أعضاء اللجنة الإدارية، البالغ عددهم 59 عضوا، والمنتخبون في المؤتمر الأخير، السبت المقبل، لتشكيل المكتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم العالي، الذي يعد الهيئة التنفيذية للجنة، ذات الأغلبية الاتحادية ب26 عضواً، يليها اليسار الجذري ب15 عضواً، ثم التقدم والاشتراكية ب9 أعضاء، واليسار الموحد ب8 أعضاء، ثم أخيرا الأحرار بعضو واحد.