عماد شقيري مازالت مدينة المحمدية تغرق في الأزبال، فيما أثارت الشركة التي فوتت لها صفقة النظافة سخط سكان المدينة بعد أن غمرت الأزبال الشوارع والأزقة، في حين حمل رئيس جمعية علوم الحياة والأرض، التي أبرت اتفاقية شراكة مع المجلس الجماعي تستفيد بموجبها من دعم مالي مقابل قيامها بحملات تحسيسية، مسؤولية تراكم الأزبال لبعض السكان. الإشادة المتكررة للمسؤولين المحليين بشركة النظافة أثار سخط السكان، في ظل انتشار حاويات أزبال مهترئة وغير كافية لتغطية أحياء المدينة كلها، مما يجعل سكان جل الأحياء، خاصة الشعبية، يتعايشون بشكل يومي مع هذه الأزبال المنتشرة في كل مكان. وطالب السكان المجلس الجماعي بمحاسبة الشركة التي لم تلتزم بدفتر التحملات الذي وقعته مع مجلس مدينة الدارالبيضاء وتكلفت بموجبه بتخليص مدينة الزهور من الأزبال، في حين اعتبر مسؤولو المجلس أن الشركة تؤدي مهامها على أحسن وجه، وذهب المجلس إلى أبعد من ذلك عندما نظم يوما تكريميا للشركة "اعترافا بالعمل الذي تقوم به"، وهو الأمر الذي اعتبره السكان تشجيعا للشركة على الاستمرار في إهمال نظافة المدينة، التي اختفت مساحاتها الخضراء، وتعاني من نسب كارثية في الفلوث باعتراف وزارة البيئة نفسها، التي كانت رصدت في دراسة لها (سبق ل"المساء" أن نشرت نتائجها)، نسبا عالية جدا من التلوث بسبب النفايات الصناعية وأكوام الأزبال المتراكمة. وتعرف مدينة المحمدية تدهورا حادا في وضعية النظافة، حيث اكتفت شركة التدبير المفوض "سيطا" بالحاويات القديمة التي تآكلت ولم تعد صالحة للاستعمال، كما أن عدد الحاويات غير كاف بالمرة لاستيعاب الأزبال، ففي أحسن الحالات تضع الشركة حاوية واحدة لكل حي، علما أن المدينة تعرف كثافة سكانية عالية ويتزايد عدد سكانها بشكل مطرد، ما يضطر السكان إلى رمي الأزبال على الأرصفة وبجوار هذه الحاويات التي تحولت لمطارح للنفايات تغرق المدينة في الروائح الكريهة وتشوه المنظر العام لشوارعها.