تعتزم ولاية جهة الدارالبيضاء الكبرى تعميم تجربة مركز فرز وإعادة تدوير النفايات المنزلية والمشابهة بسيدي البرنوصي على جميع مناطق الدارالبيضاء، والتي ستكون كمقدمة لتعميمها على المستوى الوطني. وفي هذا الإطار، قام والي ولاية جهة الدارالبيضاء الكبرى، خالد سفير، رفقة العامل المكلف بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، نديرة الكرماعي، وعدد من عمال العمالات والمقاطعات وعدد من مساعدي الوالي، بزيارة ميدانيةً لمركز فرز وإعادة تدوير النفايات المنزلية والمشابهة بسيدي البرنوصي، تهدف إلى اطلاع المسؤولين الإداريين على هذه التجربة في مجال الحفاظ على البيئة والتدوير الصناعي للنفايات حتى يتم الاقتداء بها في جميع مناطق جهة الدارالبيضاء الكبرى، باعتبارها تجربة نموذجية. وتم على هامش الزيارة التي شملت مرافق المركز والاستماع لشروحات من مسؤولي المركز والعاملين به، الاستماع إلى عرض حول المشروع قدمه عامل عمالة مقاطعات البرنوصي، في الوقت الذي تم فيه اعتبار المركز نموذجا يستحق أن يحتذى به في مجال محاربة الفقر والهشاشة والمساهمة في الحفاظ على البيئة من طرف الوالي، الذي أكد بأن التجربة سيتم تعميمها في جهة الدارالبيضاء الكبرى، كمقدمة لتعميمها وطنيا. ويروم مركز الفرز بسيدي البرنوصي، الذي رصدت له استثمارات بقيمة 10 ملايين درهم (دون احتساب الوعاء العقاري)، تحقيق الإدماج السوسيو- اقتصادي للنباشين وجامعي النفايات العشوائيين، وتقنين وإضفاء الطابع المهني على قطاع تدبير النفايات وحماية الصحة العمومية والحفاظ على البيئة. ويروم هذا المشروع تحويل النفايات إلى موارد قابلة للتثمين، وإحداث فرص شغل دائمة، وتقليص حجم النفايات المنزلية والمشابهة، وتخفيض الكلفة المرصودة لخدمات التنظيف وجمع الأزبال، وبالتالي تحقيق الهدف الرئيسي المتمثل في بلوغ أهداف المخطط الوطني لتدبير النفايات من خلال رفع معدلات إعادة التدوير وتثمين النفايات. وسيمكن مركز فرز وإعادة تدوير النفايات المنزلية والمشابهة، عند استكمال استغلاله، حوالي ستين من جامعي النفايات من اندماج أفضل في المجتمع، (يشتغل به حاليا 24 عون نظافة) من خلال تحسين ظروف اشتغالهم ومنحهم إطارا ملائما للعيش. وسيحدث هذا المشروع فرص شغل حقيقية لفائدة النساء، لاسيما من خلال تشجيع التعاونيات النسائية التي ستتكلف بتصنيع أكياس الفرز الإيكولوجية. وعلى المستوى الاقتصادي، سيشجع تطوير هذا الصنف من المراكز على إعادة هيكلة عملية تجميع النفايات كما سيساهم في تزويد السوق بالمواد التي خضعت لإعادة التدوير بكيفية منتظمة. ويقوم مركز فرز وإعادة تدوير النفايات المنزلية والمشابهة، الذي يعد ثمرة شراكة بين القطاعين العام والخاص، على منظومة متكاملة تتمثل أهم مكوناتها في الأكشاك الإيكولوجية كبنية لتحسيس وتأطير المواطنين، وتجميع ونقل النفايات عبر وسائل نقل ملائمة (دراجات ثلاثية العجلات)، إضافة طبعا إلى مركز مزود بالتجهيزات اللازمة لمعالجة وتثمين النفايات قبل تسليمها للقائمين على عملية إعادة التدوير. ويشتمل هذا المشروع، الذي أنجز على مساحة 2600 متر مربع، على وحدة لفرز وتثمين النفايات المنزلية والمشابهة، وكذا النفايات الصناعية (أحزمة ناقلة، ضاغطات، آلات للطحن، ميزان، حاويات)، وأرضية لمعالجة النفايات العضوية وإعادة تدويرها إلى سماد طبيعي (غرفتان مبردتان، فضاء لتركيب السماد الطبيعي)، وإدارة وفضاءات خضراء. أنجز هذا المركز بقيمة 10 ملايين درهم (دون احتساب الوعاء العقاري) في إطار برنامج محاربة الهشاشة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية.&