احتج عشرات المواطنين، بداية الأسبوع، أمام مقر ولاية الجهة الشرقية بوجدة، ورفعوا شعارات تنديدية بارتفاع فواتير الكهرباء بأكثر من 500 في المائة لأول مرة وتجاوزت قدراتهم وصرحوا بعجزهم عن تسديدها. " تلقينا صدمة هذا الشهر حيث تراوحت فواتير الكهرباء ما بين 1200درهم و1800 درهم في الوقت الذي كانت تتراوح ما بين 200 درهم و400 درهم على الأكثر"، يقول شيخ تجاوز السبعين سنة، ثم زاد "هذا المبلغ هو ثمن خروف عيد الأضحى، إما أن نشتري خروفا أو نتخلص من هذه الفاتورة المنحوسة والقاتلة". هؤلاء المواطنون القاطنون بحي "المساكين"، والذي يتمسكون بالاحتفاظ بهذا الاسم ويرفضون التسمية التي أطلقت عليه بعد أن اختير له "حي السلام" حيث لا يحمل من مضمونها إلا الاسم، توجهوا إلى مقر ولاية الجهة الشرقية عمالة وجدة/أنجاد لعرض معاناتهم وطرح مشاكلهم على المسؤول الأول للتدخل لدى مصالح المكتب الوطني للكهرباء ومراجعة الفواتير الملتهبة التي كانوا يلوحون بها، خلال الوقفة الاحتجاجية. مواطنون فقراء صدمتهم فواتير المكتب الوطني للكهرباء خاصة وأنهم يسكنون بيوتا بسيطة، ومنهم من لا يتوفر على أجهزة كهرومنزلية تبرر هذه المبالغ الثقيلة على كاهلهم، بل منهم من لا يتوفر حتى على ثلاجة، حسب ما صرحوا به، ويتساءلون "كيف لساكن يشغل مصباحا أو مصباحين يتلقى فاتورة تحمل 800 درهم أو أكثر؟". أحد ممثلي سكان حي المساكين الذي يحتضن أكثر من 1000 منزل أشار إلى أنه عادة ما كانت فواتير الكهرباء، خلال الثلاثة أشهر السابقة بعد الزيادة، تتراوح ما بين 200 و400 درهم على أكثر تقدير، على غرار ما يتوصل بها سكان الأحياء المجاورة، وقبلوها على مضض، لكن فوجئوا هذا الشهر بهذه الفواتير الملتهبة والثقيلة. "كان على المكتب الوطني للكهرباء، من الناحية الإنسانية، أن لا يوزع هذه الفواتير قبل هذه الأيام المباركة لعيد الأضحى ويُنغِّص علينا حياتنا، ويزرع في أوساط الأسر القلق والهم والنكد"، بهذه العبارات اختتم المتحدث تصريحه، محملا المسؤولية عن ارتفاع هذه الفواتير للمكتب الوطني للكهرباء جراء انتهاجه سياسة المراجعة بعد كل ثلاثة أشهر نتيجة تسليم فواتير شهرية تحمل مبالغ تقديرية لعدم مرور مستخدميها نهاية كلّ شهر. المواطنون المحتجون ذكروا بطلبهم المتمثل في اعتماد البطاقة المحددة الاستهلاك الكهرباء حتى يعلم الكلّ كم يستهلك ويؤدي قدرا ماليا على عدد الكيلوواط من الكهرباء التي يستهلك، حتى إذا استنفذ وحدات البطاقة لجأ إلى الشمع والفانوس ومصابيح الغاز والزيوت كما كان أجداده يفعلون في غابر الأزمان.