نوه أسامة حمدان، مسؤول العلاقات الخارجية بحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، بمواقف الملك محمد السادس تجاه أهل غزة، والتي صنفها ضمن المواقف الرسمية التي انتصرت لغزة في وقت كانت مواقف أخرى متخاذلة. وقال حمدان في كلمته الافتتاحية خلال الجمع العام الوطني الخامس لحركة التوحيد والإصلاح أول أمس السبت بالرباط إن «موقف ملك هذه البلاد قدره أهل غزة عاليا»، موضحا أن كل احتجاج أو أي درهم صرف لصالح فلسطين على بساطته هو مؤثر في المعركة وفي الميدان. وخاطب حمدان الحاضرين في الجلسة الافتتاحية للجمع العام لحركة التوحيد والإصلاح قائلا: «نحن بخير فطمنونا عنكم». وأضاف «رغم أننا فقدنا ألفا و500 شهيد، منهم 460 طفلا وعشرات آلاف الجرحى فقد رزقنا ب4000 طفل آخرين» وأكد حمدان على أن المقاومة هي الطريق الوحيد الذي سيوصل إلى القدس، وأن العدو لن يعبر إلى غزة، بل إن المقاومة هي التي ستعبر نحوه، مضيفا أن شعار المرحلة هو التحرير، سيما أن غزة تقاتل في الميدان وخلفها أمة مستعدة للتضحية من أجلها. وأكد مسؤول العلاقات الخارجية بحركة المقاومة الإسلامية أن هناك أشرطة أخرى تفضح إسرائيل على شاكلة الشريط الشهير الذي يظهر اقتحام رجال المقاومة لقاعدة «نحال عوز» الإسرائيلية، والذي كشف عن الخسائر التي ألحقت بالجيش الإسرائيلي. وأوضح أن المقاومين رأوا كيف أن جنودا يبكون وضباطا يفرون من المعركة بعد قتل قادتهم. هذا، وقد غلبت على مداخلات الضيوف بمؤتمر حركة التوحيد والإصلاح شعارات حول غزة. كما أن الكلمة الأولى لضيوف المؤتمر كانت لسفير فلسطين بالمغرب أمين أبو حصيرة، الذي أشاد هو الآخر بالدعم الذي يوليه الملك محمد السادس، بصفته رئيسا للجنة القدس، للقضية الفلسطينية، خصوصا خلال انعقاد الاجتماع الأخير بمراكش. وقال أبو حصيرة: «إن أهلنا في قطاع غزة يتعرضون لحملة إبادة جماعية من أجل كسر شوكتهم وكي يستسلموا للاستطيان، غير أن أبطالنا البواسل في المقاومة تصدوا للآلة العسكرية الإسرائيلية الأمريكية فانقلب السحر على الساحر، ولقنوا الإسرائلييين درسا، بالرغم من حجم الدمار الذي ألحق بقطاع غزة». وبدوره تحدث عبد الفتاح مورو، نائب رئيس حركة النهضة التونسية، عما يقع في غزة عندما افتتح كلمته بالحديث قائلا: «دم أبنائي يلوث ردائي وأبنائي في غزة يموتون، فأبنائي يلبسون الجديد في العيد وأبناء غزة يلبسون الأكفان»، قبل أن يؤكد أنه لا مجال للبكاء عند واجب العمل والبناء والإصلاح. واعتبر مورو أن مجيئه إلى المغرب جاء من أجل أن يتعلم كيفية الإبقاء على الوحدة الوطنية، وكيف يمكن أن تكون النهضة بالأمة بعيدا عن الأماني ومرتبطة بالواقع، مشيدا بالتجربة المغربية التي استطاعت أن تنصهر فيها الأمازيغية والعربية والأندلسية في بوتقة واحدة بعيدا عن الصراع، وأيضا بتجربة حركة التوحيد والإصلاح بالمغرب التي قدمت للتونسيين مثالا يحتذى به عن كيفية الاستقلال بالسياسة مع الارتباط بتاريخ الأمة. من جهته، استغل حماد قباج، مدير المكتب الإعلامي لجمعية الدعوة إلى القرآن والسنة، التي يترأسها الشيخ محمد المغراوي، وجود عبد الإله بنكيران، الذي كان حاضرا في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، ودعاه إلى أن يسهل المساطر الإدارية والقانونية من أجل دعم غزة، في كلمة له بالمؤتمر في إطار الكلمات المخصصة للضيوف، الذين كان منهم كل من محمد عبادي، الأمين العام لجماعة العدل والإحسان، والشيخ حسن الكتاني، والشيخ محمد عبد الوهاب الرفيق (أبو حفص)، إلى جانب الضيوف الأجانب من إفريقيا ومن المغرب العربي وكذا السفيرين الموريتاني والسوداني بالمغرب.