هل تبحثون عن نمط حياة صحي، والتمتع بصحة جيدة؟ إنه الوقت المناسب تماما للوعي بعادات استهلاك الطعام والاستفادة من الصيام على أتم وجه. ولهذا الهدف قمنا بتجميع جميع الأسئلة، التي توصلنا بها عبر ملحق الأسرة من القراء الأوفياء، والمتعلقة برمضان والصحة، فكانت لنا لقاءات مع أخصائيين للإجابة عنها خلال هذا الشهر الفضيل. - ما هي الأخطاء الغذائية التي يرتكبها الصائم خلال شهر رمضان؟ من الأخطاء المرتكبة خلال شهر رمضان الاعتماد على وجبة «الفطور» والعشاء والسّحور، مما يجعل الجسم يحسّ بالإرهاق صحيا، ويقل نشاط الصائم، الشيء الذي يحول دون الاستفادة دينيا من الصيام، فالصحيح هو الاعتماد على وجبتين فقط، كما يمكن أن تكون وجبة العشاء على شكل فاكهة فقط. - وضح لنا الطريقة الصحية والمثلى لتناول الوجبات التي تبدأ بالإفطار خلال شهر رمضان. بعد يوم كامل من الصوم، يشتهي الصائم الكثير من الطيبات، ومن الطبيعي أن تكون مائدة الإفطار مملوءة عن آخرها بمختلف الأطباق الشهية، ولكن لإفطارٍ شهيّ وصحي ولتجنب المشاكل يجب الإفطار على مرحلتين: المرحلة الأولى: تبدأ مباشرة بعد آذان المغرب، ببضع تمرات مع قليل من الماء، ثم الذهاب للصلاة لكي تأخذ المعدة والأمعاء قسطا من الراحة، وليتم تنبيههما لاستقبال جرعة أخرى من الطعام، فتناول بعض من التمر والماء ينبه المعدة تنبيها حقيقيا، فتقوم، خلال فترة الصلاة، بامتصاص المادة السكرية والماء فيزول الشعور بالعطش والجوع، مصداقا لقوله (ص): «إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر».. والحكمة من ذلك هي أنّ هذا الغذاء من أجمل الأغذية وأكثرها فائدة، لكونه يحتوي تقريبا على 47 عنصرا غذائيا، فالصائم عند الإفطار في حاجة إلى مصدر سكريّ سريع، يدفع الجوع عن الصائم، مثلما هو في حاجة إلى الماء. والإفطار على التمر والماء يحقق الهدفين معا: دفع الجوع والعطش. وتستطيع المعدة والأمعاء الخالية امتصاص المواد السكرية بسرعة كبيرة. كما يحتوي التمر على كمية من الألياف، مما يقي من الإمساك ويعطي الصائم شعورا بالامتلاء، فلا يكثر من تناول مختلف أنواع الطعام. المرحلة الثانية: تبدأ بعد الصلاة، حيث يعود الصائم إلى إكمال إفطاره، وقد زال عنه الشعور بالصداع والإرهاق. ومن المعروف أن تناول كميات كبيرة من الطعام دفعة واحدة وبسرعة يؤدي إلى انتفاخ المعدة وحدوث تلبّك معوي وعسر هضم.. كما يجب تناول الطعام بطريقة بطيئة وبكميات بسيطة، لكي نضمن أفضل طرق للامتصاص، وبالتالي تخليص الجسم من بقايا الطعام المهضوم، ثم البدء بطبق سائل دافئ للتمهيد لباقي الأصناف. ولكي تكون الوجبة الرئيسية متكاملة يجب أن تحتوي على البروتينات المستمدة من اللحوم والأسماك والدجاج، والأملاح والمعادن من الخضر، والفيتامينات والأملاح المعدنية من السلطة، والخبز الكامل كمصدر رئيسيّ للطاقة. ويمكن للصائمَ بعد الإفطار بساعتين تناوُل الفواكه وليس الحلويات، لاحتوائها على الفيتامينات والأملاح المعدنية، وتناول بعض العصائر. ويفضل أن تكون العصائر الطازجة وليست المركبة، كالموز بالحليب، لأنها تربك مسار الهضم.. ولا ننسى أن تستبدل الدهون الحيوانية، والتي تشكل ضررا على القلب والشرايين، بالزيوت النباتية، ولا تحضر الأطعمة المقلية أكثر من مرتين في الأسبوع (إذا كان لا بد منها) ومنح الأولوية للخضر والحساء الدافئ، وليس للنشويات والحلويات، والابتعاد عن الأطعمة التي يظل الصائم يتناولها بخفة ودون وعي بعد الإفطار. - هل النوم صحي بعد وجبة الإفطار؟ أبدا.. بل يجب تجنب النوم بعد الإفطار، لأنّ النوم بعد تناول وجبة طعام كبيرة ودسمة قد يزيد من خمول الإنسان وكسله، ولا بأس من الاسترخاء قليلا بعد تناول الطعام. وتظلّ النصيحة الذهبية لهؤلاء الناس هي ضرورة الاعتدال في تناول طعامهم، ثم القيام لأداء لصلاة العشاء والتراويح، فهي تساعد على هضم الطعام وتعيد إليهم نشاطهم وحيويتهم. - ما هي الأغذية التي تنصح بتناولها في وجبة السّحور؟ يجب أن تتألف وجبة السحور من الأطعمة نفسِها التي سبق ذكرها بالنسبة إلى وجبة الإفطار، مع الإشارة إلى ضرورة تجنب الوجبات السريعة، لكونها غنية بالدهنيات والملح، وتزيد من الإحساس بالعطش في اليوم التالي، وعندما يجلس الصائم إلى مائدة السحور يجب أن يتذكر ما يلي: -يبقى الخبز ومشتقات الألبان من أفضل الوجبات في السحور. ويمكن أن تستبدلها بالفطائر من وقت إلى آخر، مع كوب من الشاي والكثير من الخضر الطازجة، للتخفيف من الإحساس بالعطش.. وعلى السيدات ألا ينسين كوب الحليب أو اللبن، كمصدر للكالسيوم خلال شهر رمضان الكريم، مع الإشارة إلى أن كثرة السكريات السريعة (الحلويات) في وجبة السحور تزيد من الإحساس بالجوع، لأنها تعطي الشبع المزيف القصير في اليوم التالي، كما تعطي الإحساس بالعطش، لأنها تستهلك كمية عالية من الماء. ويجب تجنب التوابل البهارات والمخللات قدْر الإمكان. نصائح -تشجيع الأطفال على الصيام من دون توبيخ وإكراه، خاصة في اليوم الأول. -تتبع الصحة العامة للطفل عند الصيام لملاحظة أي تغير عليه، تجنبا لأضرار صحية لا تحمد عقباها. -يُحظر على الأطفال المصابين بأمراض مثل السّكري، الأنيميا وأمراض الكلى والقلب، أن يصوموا عبد الإلاه بنزاكور أخصائي الجهاز الهضمي ورئيس قسم الجراحة الباطنية بمستشفى مولاي يوسف في البيضاء