سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الصمدي: الصيام يؤخر هرم الأنسجة الدماغية وزحف الشيخوخة ويبطئ نشوء مرض الزهايمر قال إن الصوم مسكن ومهدئ ويبعد الصائم عن كل ما حرم الله عليه رغم إحساسه بالجوع
هل تبحثون عن نمط حياة صحي، والتمتع بصحة جيدة؟ إنه الوقت المناسب تماما للوعي بعادات استهلاك الطعام والاستفادة من الصيام على أتم وجه. ولهذا الهدف قمنا بتجميع جميع الأسئلة، التي توصلنا بها عبر ملحق الأسرة من القراء الأوفياء، والمتعلقة برمضان والصحة، فكانت لنا لقاءات مع أخصائيين للإجابة عنها خلال هذا الشهر الفضيل. - ما هو دور الصوم في صحة الدماغ وفي إبطاء نشوء مجموعة من الأمراض العصبية؟ بداية، لابد من توضيح الفرق بين العقل والدماغ أو المخ والوقوف على دور كل واحد منهما حتى يتيسر لنا فهم الدور الكبير الذي يساعد عليه الصيام في صحتهما وسلامتهما. الدماغ: هو كل ما يوجد داخل جمجمة الإنسان ويشتمل على: المخ، المخيخ وجذع الدماغ. العقل: هو كلمة معنوية وليست مادية. ويقصد به القدرة على التفكير والتدبر والتخطيط والتمييز بين الخير والشر، والتي يتميز بها الإنسان عن الحيوان. 1. الدماغ: - يزن الدماغ البشري في المتوسط 1400 غ، ويتكون من 80 بالمائة من الماء والباقي عبارة عن دهون. كما يشتمل على ما يتراوح بين 100و150 مليار خلية عصبية. كل خلية عصبية بها أكثر من 60 ألف تشابك عصبي. ويمكن أن ترتبط الخلية العصبية الواحدة بأكثر من 100 ألف خلية عصبية أخرى. يستهلك الدماغ زهاء 30 بالمائة من الطاقة المخصصة للجسم ككل، رغم أن وزن الدماغ لا يتجاوز 2 بالمائة من وزن جسم الإنسان ككل. وهو يستهلك حوالي 20 بالمائة من الأكسجين المخصص للجسم ككل. كما يستحوذ على حوالي 20 بالمائة من كمية الدم المتدفقة إلى الجسم من القلب. والسيالة العصبية تنتقل بين الخلايا العصبية للدماغ بسرعة أكبر من سرعة الضوء. وعليه فإنه خلال الصيام تطرأ على الجسم مجموعة من التغيرات الداخلية. وهذه التغيرات لها تأثير مباشر على الدماغ أو الجهاز العصبي بشكل عام. وقد بينت مجموعة من الدراسات العلمية التي أجريت في مختبرات أمريكية أن للصوم فعالية كبرى في الدماغ، من بينها: - تأخير هرم الأنسجة الدماغية وزحف الشيخوخة على خلايا الدماغ وإبطاء نشوء مرض الزهايمر. - التجويع المخطط أو الجزئي (الصيام) يعمل على مقاومة الشيخوخة، حيث يؤدي إلى تنشيط الجينات المسؤولة عن إفراز هرمونات تساعد الخلايا في مواجهة زحف الشيخوخة على الإنسان وتزيد من حيوية ونشاط الجسم. - الصوم يؤثر بشكل إيجابي على بعض النواقل العصبية في المخ. - يعد سبباً رئيساً للتخلص من الصداع النصفي أو ما يعرف ب«الشقيقة». - الصوم يزيد من مستوى الموصلات العصبية في المخ كالسيروتونين. ويعتقد الباحثون أن زيادة هده الموصلات تكون سبباً في نقص الشعور بألم صداع الشقيقة مع الصيام. كما كشفت دراسة أمريكية حديثة أن الصيام المنتظم يحمي الدماغ من الأمراض العصبية مثل الزهايمر والشلل والرعاش وأمراض أخرى. 2. العقل: العقل يقصد به الوظائف العليا للدماغ البشري، وخاصة الوظائف التي يكون فيها الإنسان واعيا مثل: التفكير، التدبر، الذاكرة، الذكاء، الوعي، الإدراك والتحليل، إلى غير ذلك من وظائف العقل. ورغم أن مجموعة من الوظائف يشترك فيها الإنسان مع الحيوان، وخاصة الإدراك والمعرفة، فإن مصطلح العقل مرتبط فقط بالإنسان. - وماذا عن فوائد الصيام فيما يرتبط بصحة العقل وعدم انحرافه عن منهج الفطرة؟ إذا كانت في الصوم راحة وفائدة عظيمة للجسم، فإن للعقل راحة وفائدة عظيمة كذلك. وهكذا يساهم الصوم في صحة العقل وسلامته من الانحراف عن منهج الفطرة السليمة والإنسانية الكريمة، فيمنعه من التفكير في الحرام ويشغله بالذكر والصلاة وقراءة القرآن والتدبر والتأمل في آيات الله. وخلال فترة الصوم يعمل العقل بشكل أوتوماتيكي، فيفرض على الجسم أسلوب حياة جديدة ويزوده بنوع جديد من الإحساس حتى تصير غضبة الجوع والعطش لله سبحانه وتعالى، وهنا يأتي الفرق بين الصوم وبين الجوع: فالجوع يؤدي بصاحبه إلى السرقة وارتكاب الجرائم. والإنسان الجائع يثور ويهيج من أجل الحصول على لقمة العيش لأنه يحس بخطر الموت والانقراض، وهي غريزة قوية في الإنسان (غريزة البقاء). أما الصوم فهو مسكن ومهدئ، يحبس الصائم عن السرقة وعن كل ما حرم الله عليه رغم إحساسه بالجوع. وهذه هي الفائدة العظمى من الصوم، وهي التقوى. قال الله عز وجل: «يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون» سورة البقرة:183
عبد الواحد الصمدي باحث متخصص في صناعة الأدوية لعلاج مرض الزهايمر ورئيس جمعية ابن رشد للدكاترة المغاربة بإسبانيا