لا يخلو المسار الكروي للرياضيين عامة ولاعبي كرة القدم على وجه الخصوص من طرائف ونوادر تتحول مع مرور الزمن إلى ذكريات جميلة تنفض غبار التقادم وتجعل الماضي دائم اللقاء بالحاضر لرسم معالم البهجة والزيادة في منسوب السعادة بضخ جرعات إضافية من المرح. «المساء» تغوص في ملفات الماضي الجميل للرياضيين وتنبش في ذاكرة مسارهم الرياضي لتسلط الضوء على طرائف أرخت لفترة من فترات التألق وتحولت اليوم إلى نكتة وذلك بعيدا عن الانجازات والأرقام الشخصية. لم يتردد الحسين أوشلا، اللاعب الذي ارتبط اسمه بفريق الجيش الملكي، في البوح ببعض الأسرار التي ميزت مساره الرياضي والتي أدرجها في خانة الطرائف التي بقيت عالقة في ذهنه، وهو ما كرسه من خلال موجات من الضحك رافقت عملية إعادة ترتيب فصول ما وقع له قبل قرابة تسع سنوات مع المدرب فاخر. يقول أوشلا:» كنا سنة 2005 نستعد لخوض المباراة التي منحتنا بطاقة التأهل إلى دور المجموعات من مسابقة كأس الاتحاد الإفريقي التي فزنا بنسختها على حساب فريق دولفين النيجيري، وقد تزامن يوم المباراة بالأدغال الإفريقية مع شهر رمضان الكريم، وطلب مني المدرب فاخر أن اقنع اللاعبين بفكرة الإفطار». وتابع:» لم يكن الطلب ممكنا منذ البداية، بل حتى مجرد التفكير فيه لم يكن أمرا واردا فما بالك بإقناع اللاعبين، لم يكن من الممكن بتاتا إقناع لاعبين هم بمثابة أئمة، وهنا أنا بصدد الحديث عن طارق الجرموني وحفيظ عبد الصادق ونور الدين بوبو ومحمد فضلي، لقد كان مجرد طرح أو مناقشة الفكرة أمرا مستحيلا فما بالك بالإقناع». وزاد أوشلا:» لقد كان أول شيء قلته للمدرب امحمد فاخر حينما طالبني بإقناع اللاعبين بالإفطار هو أن الأمر مستحيل والفكرة مرفوضة من الأصل خلال هذه الظرفية وهو الشيء الذي أغضبه كثيرا». أوشلا واصل كلامه بعد ابتسامة عريضة قائلا:» فاخر كان يعتقد أنه كان بإمكاني إقناع اللاعبين انطلاقا من مكانتي داخل المجموعة غير أنه لم تكن لدي السلطة للقيام بذلك، وهو ما جعله يغضب مني كثيرا». وأضاف العميد السابق للممثل الأول للعاصمة: « لقد أفطرت يومها أنا والقديوي وأجدو وبوعودة، في الوقت الذي لم يتمكن فيه المدافع عمر بندريس من إكمال الصيام بعدما اضطر إلى الإفطار وسط المباراة عقب إصراره بدوره على صيام رمضان في ذلك اليوم». دافع أوشلا عن ألوان الفريق العسكري لمدة طويلة بلغت 18 سنة، كما دافع عن ألوان فريقي المغرب التطواني والجمعية السلاوية، وخاض تجربة احترافية بالدوري البلجيكي رفقة فريق أرويديم خلال الفترة الممتدة ما بين 2001 و2003. المسار الكروي لأوشلا ما بين 1989 و2010 كان حافلا بالعطاء بعدما نجح في الفوز بلقب كأس العرش في أربع مناسبات ولقب البطولة في مناسبتين وكأس الاتحاد الإفريقي سنة 2005 دائما رفقة الجيش الملكي، كما خاض نهائي كأس السوبر أمام الأهلي المصري ونهائي كأس الكاف لسنة 2006 أمام نجم الساحل التونسي وشارك في دورة الألعاب الأولمبية لسنة 200 بسيدني قبل المشاركة في نهائيات كأس إفريقيا سنة 2006 رفقة المدرب امحمد فاخر. بعد وضعه حدا لمساره الرياضي كلاعب، شق أوشلا مساره كمدرب بالإشراف على تدريب فرق الجمعية السلاوية وشباب قصبة تادلة واتحاد ايت ملول وشباب الريف الحسيمي.