في خطوة كانت منتظرة منذ مدة، أعفت الإدارة العامة للأمن الوطني بالرباط، والي أمن طنجة عبد الله بلحفيظ من منصبه، لتعين بدلا عنه رئيس المنطقة الأمنية بسلا مولود أوخويا. إعفاء عبد الله بلحفيظ، الذي قضى بطنجة سنتين من العمل قادما إليها من وجدة، يأتي في سياق استفحال كبير للجرائم بالمدينة، وفي وقت يكاد فيه يبتعد عن جميع الملفات الأمنية المهمة منذ حادثة سرقة ناقلة الأموال فبراير الماضي. وحسب مصادر مطلعة، فإنه منذ سرقة 740 مليون سنتيم، ما بين عملة محلية وعملة صعبة، في واضحة النهار، بشارع عمرو بن العاص، صار والي أمن طنجة فعليا «شبه معفى»، وذلك بعدما حلت الفرقة الوطنية بالمدينة وباشرت الملفات الأمنية الحساسة. وشهدت طنجة منذ تلك الفترة سقوط مجموعة من المبحوث عنهم، وتفكيك العديد من شبكات الاتجار في المخدرات القوية، وكانت عملية ضبط أزيد من 5 كيلوغرامات من الهيروين بمجمع الزموري، أشهر تلك العمليات. متاعب والي أمن طنجة تزايدت أيضا بسبب استفحال جرائم القتل والسرقة والاتجار في المخدرات، تضيف مصادر «المساء»، وغدت بعض المناطق بطنجة خارجة تقريبا عن سيطرة الأمن، وفي مقدمتها أحياء في بني مكادة. وكان أول اختبار جدي يسقط فيه والي أمن طنجة، بعد أسابيع من قدومه، القضية المعروفة إعلاميا ب»شهيد أرض الدولة»، والتي لجأ فيها للقوة لإخلاء أسرة من منزل متنازع عليه، ما أدى إلى وفاة رب الأسرة اختناقا بغاز الكريموجين، وتطور الأمر إلى حالة انفلات غير مسبوقة. وتضاربت التفسيرات حول السبب المباشر لإعفاء والي أمن طنجة، ففي حين ترجعه بعض المصادر إلى سرقة تعرض لها قصر أمير سعودي بمنطقة الرميلات، ترجع مصادر أخرى السبب إلى عجز شرطة طنجة عن إلقاء القبض عن مبحوث عنهم، لتسقطهم شرطة تطوان، غير أن مصادر «المساء» تؤكد أن إعفاء بلحفيظ جاء نتيجة «تراكمات». وفي السياق ذاته، أكدت مصادر مطلعة، تعيين مولود أوخويا واليا لأمن طنجة، قادما إليها من مدينة سلا، حيث عمل رئيسا للمنطقة الأمنية بسلا، ونائبا لوالي أمن الرباط، كما سبق له أن عمل مراقبا عاما للأمن الوطني. وتضيف مصادر «المساء»، أن اختيار أوخويا، مرده إلى كونه قضى فترة في طنجة، حيث عمل رئيسا للشرطة القضائية بمفوضية أمن بني مكادة، المنطقة الأكثر توترا بطنجة.