شن محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ووزير السكنى وسياسة المدينة، هجوما قويا ضد من وصفهم ب«السماسرية» و»المجرمين» الذين يعرقلون المشاريع الحكومية. واعتبر بنعبد الله، في افتتاح أشغال المؤتمر الإقليمي للحزب بمدينة سيدي سليمان، مساء أول أمس السبت، أن «هناك سماسرية ومجرمين يستغلون بؤس وفقر الناس للتلاعب في الإجراءات التي تقوم بها الحكومة وتحريفها عن أهدافها، كما هو الشأن بالنسبة للبرامج الهادفة إلى القضاء على دور الصفيح». وقال بنعبد الله بنبرة حادة: «عندما نذهب لمناطق ونجد فيها إشكالية دور الصفيح، فإننا نحاول أن نعالج المشكل، لكن يأتي بعض السماسرية ويقومون بإقحام أناس لا علاقة لهم بتلك البرامج، وذلك بغية إفشالها، وهو الأمر الذي يفسر تعثر عدد من المشاريع في عدد من المناطق». وأوضح في هذا السياق أن «بعض من اغتنوا واستفادوا من بؤس المواطنين ومن هذه الممارسات زالوا يتلاعبون في عدد من المدن ويوزعون الأراضي بطريقة غير قانونية، فنجد أنفسنا مرغمين لمعالجة مشاكل هؤلاء المواطنين». وشدد الأمين العام للحزب على أن «هؤلاء السماسرية والمجرمين تكون لهم علاقات مع بعض الأحزاب وأناس يمارسون السياسة ويشاركون في الانتخابات، ويحاولون إبقاء تلك المناطق على ما هي عليه، لأنها تعد بالنسبة إليهم خزانا انتخابيا»، ومشيرا إلى أن حزب «التقدم والاشتراكية سيظل يفضح هذه الأمور». وعلى صعيد آخر، أكد بنعبد الله أن الحزب كان بوده أن يشارك حلفاؤه في الكتلة، الاستقلال والاتحاد الاشتراكي، في التجربة الحكومية التي يقودها حزب العدالة والتنمية، و»نحن مقتنعين أنه لو كانوا إلى جانب العدالة التنمية لكان مسلسل الإصلاح شهد تسريعا أكثر وسننجح أكثر». وبعث بنعبد الله برسائله إلى من وصفها ب«الأسماء المعروفة» بمنطقة سيدي سليمان، عندما قال: «لقد خضنا نضالات ضد الطغاة والإقطاعيين الذين مازال بعضهم يعتقد أن كولشي ديالهوم ولا يعرفون لا قانون ولا مواطن ولا أمن، وكايدوزو في حقوق الناس، خاصة المستضعفون»، معتبرا أن «الحزب بإمكانه أن يكون القوة السياسية الأولى في إقليمسيدي سليمان». وسجل المتحدث ذاته أن «المشكل الأول في جهة الغرب هو أنها جهة يسيطر عليها ثلة من المستفيدين منذ عقود من الزمن، وأسماؤهم معروفة، إذ يحاولون تحريك خيوط الجميع، وأحيانا بلعبة كراكيز حقيقية، بحيث يضعون البعض في حزب معين، والبعض في حزب آخر». وقال بنعبد الله: «كنا نأتي هنا وكأننا ليس لنا الحق في الحديث إلى الناس، وكنا ملاحقين ولم تكن لنا الإمكانية للاستفادة من قاعة عمومية، أما اليوم وأنا قادم إلى هذه المدينة فقد رأيت كيف يقدم السلام للقيادة الحزبية من طرف السلطات الأمنية... فالزمان تغير بزاف».