يتأخر وصول الجرائد والمجلات إلى الأقاليم الجنوبية أكثر من 36 ساعة من صدورها في شمال المملكة، ويعود سبب هذا التأخر إلى بعد المسافة التي تقطعها شركات النقل البري، والتي تناهز 1000 كيلومتر من الدارالبيضاء إلى مدينة العيون، ليطرح المتدخلون في مجال الصحافة والإعلام والمواطنون قراء الجرائد والمجلات، عدة تساؤلات حول إمكانية استعمال النقل الجوي لإيصال الجرائد والمجلات إلى العيون ومنها باقي المدن الصحراوية، كطانطان والسمارة وبوجدور والداخلة، ما سيتيح الفرصة لسكان هاته الأقاليم ليطلعوا على الأخبار في موعدها إسوة بسكان المدن الشمالية للمملكة، كما كان الحال في فترة منتصف التسعينيات، حين كانت تصل الجرائد والمجلات عبر النقل الجوي قبل أن تفسخ العقدة المبرمة بين «الخطوط الملكية المغربية» وشركة التوزيع لأسباب مهنية، كون شركة التوزيع عمدت إلى نقل كتب ومطبوعات، عبر الطائرة القادمة إلى مدينة العيون، غير التي اتفق عليها في العقد المبرم بين شركة النشر «سابريس» و«لارام»، والذي ينص على أن تنقل الصحف والمجلات فقط. ومنذ ذلك الحين إلى اليوم، والأقاليم الصحراوية لا تصلها الجرائد بشكل محدد ومنتظم، بسبب وسائل النقل البري المكلفة بنقل الجرائد إلى هاته المدن، إذ تستغرق الحافلات المخصصة لذلك مدة 24 ساعة تقريبا لنقلها من الدارالبيضاء إلى العيون، وهو ما يفوت على سكان هذه المنطقة فرصة الإطلاع على الجديد في الصحافة الوطنية والدولية، الأمر الذي جعل العديد من المشاكل تتراكم، أهمها القطيعة مع الصحافة المكتوبة بهذه الأقاليم، والاتجاه إلى الفضائيات والإنترنيت، إذ تعرف فضاءات الإنترنيت إقبال المواطنين على تصفح الجرائد عبر المواقع الالكترونية والإبحار داخل الشبكة العنكبوتية التي وفرت للقراء ما عجزت عنه الجهات المعنية، وهذا الإقبال له ما يبرره حسب تصريحات رواد نوادي الإنترنيت الذين أجمعوا على أن أفضل طريقة لتجاوز مشكل عدم وصول الصحف في الوقت المحدد، هو تعويضه بالاطلاع عليها في الانترنيت، من جهة أخرى تتكبد الجرائد خسائر هامة، ما جعل نسبة مبيعاتها تتراجع في الأكشاك بالمناطق الجنوبية والعيون نموذجا، حسب ما أكده ل«المساء» أحد المتتبعين للشأن المحلي بالمدينة ذاتها، والذي أكد على أنه وجب على المسؤولين التفكير بجدية في الموضوع باستغلال النقل الجوي المتوفر حاليا، وذلك بإيجاد حلول عاجلة للتعاقد مع الخطوط الملكية المغربية قصد نقل الجرائد إلى الأقاليم الصحراوية في أسرع وقت ممكن،إذ تعرف حركة النقل الجوي يوميا رحلة من الاثنين حتى السبت ما عدا، الأحد إما من الرباط أو البيضاء تصل الطائرة على الساعة الرابعة صباحا إلى العيون، ما يتيح إمكانية نقل الجرائد من إحدى المدينتين نحو العيون، ومنها يتم التوزيع على بقية المدن الصحراوية، إذ ستصلها الجرائد والمجلات بهاته الطريقة في أسرع وقت، مقارنة مع السابق حتى يتسنى للقراء اقتناء الجرائد والمجلات يوميا وفي وقتها المحدد، ما عدا يوم الأحد والذي لا يطرح إشكالا كبيرا كون معظم المنابر تصدر عددا مزدوجا نهاية الأسبوع، ما سيساهم في الرفع من مستوى المبيعات.