عاش أربعة من رجال الشرطة ساعات مرعبة ليلة الأحد/الاثنين، بحي «الدريسي» المحسوب على منطقة «عوينات الحجاج»، أحد أكبر الأحياء الشعبية بمدينة فاس، بعدما تعرضوا ل»هجوم» شارك فيه مواطنون يقطنون بالحي ذاته. وقالت المصادر إن رجال الأمن كانوا في دورية تشارك في حملات تمشيط في مختلف الأحياء بالمدينة، عندما لفت انتباههم شخص كان على متن دراجة نارية من الحجم الكبير وهو في حالة سكر، فتدخلت الدورية للتأكد من هوية الشخص، وتفتشيه، وعمدت إلى تصفيد يديه بعدما ضبطته في حالة سكر طافح وبحوزته سلاح أبيض. لكن هذه العملية اصطدمت برد فعل عنيف من قبل مواطنين كانوا يتابعون المشهد، قبل أن يعمد بعضهم إلى رشق عناصر الأمن بالحجارة وحاويات الأزبال. ولم تمنع الاعتداءات والكلام النابي رجال الأمن، في غياب تعزيزات أمنية، من اعتقال الشخص المتهم، دون اللجوء إلى استعمال أسلحتهم الوظيفية. وعاش حي «سيدي بوجيدة» الشعبي، ليلة الاثنين/الثلاثاء، تعزيزات أمنية كثيفة بعد أن عمد شاب إلى إشهار سيفه ضد رجال أمن كانوا في محاولة للتدخل من أجل اعتقاله بتهمة ارتكاب سرقة. وكان الشاب في حالة غير طبيعية عندما حاول صد رجال الأمن، مما دفع إلى استقدام عناصر أمنية لاعتقاله. وسبق لهذه المنطقة أن شهدت تنظيم حملات أمنية أسفرت عن اعتقال عدد من المتهمين بحيازة المخدرات، والأسلحة البيضاء، إلى جانب اعتقال المبحوث عنهم بتهم لها علاقة بارتكاب اعتداءات بغرض السرقة والنشل. وانتقدت فعاليات جمعوية بالحي ذاته إقدام هؤلاء المواطنين على رشق رجال الأمن، ومحاولة اعتراض سبيلهم أثناء القيام بعملهم، خاصة أن سكان الحي يتحدثون، في كل مرة، عن تفشي الجريمة، وتنامي الاعتداءات، ويطالبون بتكثيف دوريات الأمن بالليل والنهار للتخفيف من حدة انتشار الجريمة بغرض السرقة والنشل. وتزامن هذا الحادث مع حملات تمشيط أطلقتها ولاية أمن فاس في عدد من البؤر السوداء بالمدينة. وطالبت فعاليات جمعوية بألا تقتصر هذه الحملات فقط على بعض المتهمين بحمل الأسلحة البيضاء، وحيازة كميات قليلة من المخدرات موجهة للاستهلاك الشخصي، موردة بأن الحملات يجب أن تستهدف مروجي المشروبات الكحولية غير المرخصة (وهم المعروفون ب»الكرابة»)، إلى جانب مروجي المخدرات والأقراص المهلوسة بعدد من الأحياء الشعبية.