"أمي.. أخي أخذ قلمي، أبي.. أختي تستهزئ بي، أمي.. أخي ضربني، أبي.. " عبارات كثيرة تتردد على لسان أطفالنا يوميا تكون هي الشرارة الأولى لبدء الشجار بينهما، وقد يصل الأمر إلى ما لا تحمد عقباه. ولمعالجة أي ظاهرة لا بد من التعرف على بعض أسبابها، فمن ذلك مثالا لا حصرا: - تفضيل أحد الوالدين أو كليهما لأحد الأبناء دون الآخر - الغيرة بين الأخوة بسبب الجمال الشكلي أو التفوق أو أي ميزة أخرى. –حب السيطرة وامتلاك الأشياء من أحد الأخوة - الرغبات المختلفة بين الإخوة مثل تغيير قنوات التلفزيون أو أماكن الجلوس. - محاولة الظهور والتفوق فيما بينهم أمام الوالدين أو المحيطين - التفرقة في المعاملة بين الذكر والأنثى بحكم العادات والتقاليد - انفصال الأبوين، أو كثرة المشكلات اليومية في المنزل، إذ تنعكس هذه العوامل سلباً على سلوك الأطفال وتجعلهم أكثر حدّةً وعنفاً فيما بينهم. - المشادات الكلامية الخفيفة وأساليب المرح والمزاح المستفزة. - ظهور صفة الأنانية بين الإخوة فتكون وقوداً للشجار والخصام. - الخلافات التي تحدث بين الوالدين وتكون أمام الأبناء بشكل علني وحاد، أما عن بعض آثار سلوك الشجار بين الأبناء فإليك بعضها: تحول العلاقة بين الإخوة إلى فوضى وخصومات دائمة، قد ينتهي الخلاف بينهم إذا كان بسيطاً، ويمكن تطوره إلى عراك جسدي مؤذ. وإذا تغلب أحدهم على الآخر تتولد عند الأخير رغبة في الانتقام وإذا تعقد الخلاف وتحول إلى أزمة قد تستمر سنين طويلة، ستفتقد الأسرة الوفاق الأسري تدريجيا و يتحول المنزل إلى ساحة توتر ونزاع مستمر، وقد يكره الأخ أخاه أو الأخ أخته والعكس صحيح أو يكره أحد الأبناء أحد والديه بسبب وقوفه ساكنا دون تدخل، وقد تتعقد الخلافات لتصبح مشاكل يتدخل فيها الآخرون بدلا من الوالدين، ترى ما الحل إزاء هذه الظاهرة، وما هي مهارات احتواءها ؟ - منع الوشاية والفتنة بين الإخوة. - عدم مناقشة المشكلات الأسرية أمام الأبناء. - القيادة السليمة من جهة الوالدين، والحوار المشترك بين الأبناء والوالدين. - تلبية الحاجات الأساسية للأطفال مع الحرص على قضاء بعض الوقت معهم والتحدث إليهم، وإعطائهم فرصة للتعبير عن مشاعرهم بصراحة وعدم كبت مشاعرهم. -إذا كان أحد الأولاد عرضة للإصابة بأذىً جسدي فعليها أن تتدخل فوراً حتى تمنع الخطر. - عدم اللجوء لعقد مقارنات بين الإخوة بعضهم البعض، والتحلي بالصبر عند حدوث مشاجرة بين الأبناء. -تجنب معاقبة المخطئ أمام إخوته، وتعليمه أن يقدِّم الاعتذار لمن أخطا في حقه، بعد إعطائه فرصة لمراجعة ما فعل مع نفسه، وتشجيع الطفل على ممارسة الرياضة؛ لأنها ستساعده على التنفيس عن انفعالاته، والحرص على الاجتماع بالأطفال بشكل دائم ليتحدثوا معا عن المشكلات التي تحدث في محيط الأسرة وسبل حلها من وجهة نظرهم، وتعزيز طاقة الطفل الإيجابية، ودفعه للمنافسة الإيجابية مع إخوته ليكتشف ذاته بدلا من الشجار. حسن رقيق (استشاري العلاقات الأسرية)