انتفض عزيز رباح، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، ووزير التجهيز والنقل واللوجيستيك، في وجه المسؤولين الأمنيين بمدينة سيدي سليمان، بعد محاولة مجموعة مكونة من حوالي 20 شابا «نسف» مهرجان خطابي بالمدينة، حيث تعرض الوزير رفقة رئيس الفريق البرلماني، عبد الله بوانو، والكاتب الوطني للشبيبة، خالد البوقرعي، لهجوم بالسب والقذف أثناء مخاطبتهم للحاضرين. وحمل رباح، في كلمة قوية أمام الحاضرين لفعاليات الملتقى الجهوي للشباب القروي، عشية أول أمس السبت، بمدينة سيدي سليمان، مسؤولية ما وقع للأمن وللسلطات الإقليمية والمحلية حيث قال غاضبا: «ما أقلقني هو أنهم خلاوهوم حتى عايرونا وسبونا على خاطرهوم، وجاؤوا في الأخير لإخراجهم، مع العلم أنهم يكتبون الآن التقارير ويجلسون بيننا». وأضاف رباح أن «هذه المسؤولية يتحملها الأمن ورجال السلطة، لأن حماية أمن البلاد واستقرارها والعمل السياسي والجمعوي من مسؤوليتكم، ولا يمكن أن تتركوهم يسبوننا، وتأتون في الأخير لإخراجهم فهذا غير معقول، لأن هناك من يتصل بكم ولا داعي أن نتصل نحن لإخباركم»، واصفا الجهات التي قامت ب»تسخير» أولائك الشباب ب»الفئران» التي لا تستطيع المواجهة، على حد تعبيره. ومن جهتهما، عبر عبد الله بوانو وخالد البوقرعي عن غضبهما الشديد حيال التهجم الذي تعرضوا له، حيث أكد بوانو أنه «من غير اللائق أن تتعرض هيأة سياسية، قامت بوضع طلب لحجز القاعة، وحصلت على التراخيص، وتأتي مجموعة مدفوعة الثمن أو غير مدفوعة الثمن للتشويش على نشاطها الحزبي»، مشيرا إلى أن «التشويش الذي عاشه الحاضرون للمهرجان الخطابي، هو جزء مما عاشته الحكومة لعشرة أشهر من 3 يناير 2013 إلى 10 أكتوبر 2013». وتساءل وزير التجهيز والنقل الإسلامي عن أسباب الحملة «المسعورة» ضد أعضاء الحكومة، حيث قال: «هل سرقنا أموال البلاد، أم أننا نهرب الأموال للخارج أم نتاجر في المخدرات، أم أننا مساخيط الملك أو مساخيط البلاد أو الوالدين؟». ووعد رباح بأن «تبقى أيادي أعضاء الحزب بيضاء ولن تتلطخ بالفساد وبأموال الأمة»، مشيرا إلى أن «المغرب قام بمصالحة سياسية مع الجميع، وحتى من كان يتحالف مع الخارج ضد بلده، وبعد ذلك تم القيام بمصالحة حقوقية، ومصالحة اجتماعية، واليوم حاولت الحكومة القيام بمصالحة مالية اقتصادية مع من كان يغش بلده أو اضطر إلى تهريب أمواله للخارج». ومن جهته، أكد عبد الله بوانو، رئيس فريق العدالة والتنمية، أن «هناك هيئات سياسية ونقابية وجمعوية ومؤسساتية مع الإصلاح والتطوير وتنزيل الدستور، وهناك في المقابل هيئات أخرى تشتغل ضد الإصلاح، ومن أجل الجمود والتبرير، وتصنع في الواقع أحداثا لا علاقة لها بالشعب المغربي والوضع الذي نعيشه». ورد القيادي البارز في الحزب على إثارة قضية التكفير بكونها «قضية مستوردة»، ويتم جلب قضايا من دول شرقية أو غربية أو إفريقية لإلهاء الحكومة، وهو ما اعتبره تشويشا حيث قال: «ليحفظ الله بلدنا من أي مكروه، لكن يجب الحذر، فالنقاش اليوم لا تحمد عقباه والهدف هو إسقاط هذه الحكومة بكل الأدوات الشرعية وغير الشرعية».