مع نهاية الشطر الأول من منافسات البطولة «الاحترافية» لكرة القدم، عاد حديث الأزمة المالية ليرخي بظلاله على فرق البطولة، لقد أضرب لاعبو الوداد عن التداريب، واضطر رئيس الفريق عبد الإله أكرم، إلى عقد لقاء مع اللاعبين في محاولة لاحتواء الموقف. أما لاعبو الدفاع الجديدي الذين أعياهم الصبر، دون أن ينزلوا أيديهم في المباريات، فإن عميدهم عادل صعصع، اقتحم الندوة الصحفية التي أعقبت المباراة، وحضرها مدرب الفريق عبد الحق بنشيخة، وعضو المكتب المسير محمد أبو الفراج، ليبلغ المكتب المسير احتجاج وغضب اللاعبين على عدم توصلهم بمستحقاتهم المالية، وأن عددا منهم في وضع صعب، وأن منهم من لا يجد حتى ما يقضي به مصاريفه اليومية. للإشارة فمسيرو الدفاع الجديدي كانوا يتسابقون لالتقاط الصور التذكارية، وللظهور في الواجهة عندما حاز الفريق على لقب كأس العرش، قبل أن يختفي عدد منهم اليوم، بعد أن أرخت الأزمة المالية بظلالها على الفريق. لاعبو الكوكب المراكشي، بدورهم يعيشون على إيقاع عدم حصولهم على مستحقاتهم المالية، وقد أعلن المدرب هشام الدميعي ذلك صراحة، عقب مباراة الفريق أمام الجيش الملكي التي انتهت بفوز الفريق المراكشي بهدف لصفر، فقد وجه التحية للاعبيه،وقال إنه يحييهم على صمودهم وتماسكهم، رغم عدم توصلهم بمستحقاتهم المالية، موجها بذلك رسالة مبطنة للمكتب المسير لكي يتحرك في الاتجاه الصحيح. المغرب الفاسي الذي خسر بملعبه برباعية أمام نهضة بركان، وبات مهددا بالنزول إلى القسم الثاني، يعيش الوضعية نفسها فاللاعبون بدون مستحقات مالية، بل ودون مخاطب يمكن أن يفتحوا معه جسور التواصل، والأمر نفسه ينطبق على لاعبي وداد فاس، الذين يعيشون على إيقاع المحنة، بل إن المعد البدني للفريق لعمول دعا مسيري الفريق إلى أن «يجمعوا روسهم». الأزمة المالية، تكاد تكون القاسم المشترك بين جميع الفرق، مع استثناءات قليلة، تهم الجيش الملكي والفتح الذين يستفيدان من موارد خاصة، والرجاء المنتشي بلعبه لنهائي كأس العالم للأندية، وحصوله على 4 ملايير دولار، ستجعله يخوض موسما مريحا من الناحية المالية. الأزمة المالية في الفرق أصبحت أشبه بالوباء، خصوصا أن وضعية الجامعة وعدم منحها للفرق لمستحقاتها المالية، ساهم في تردي الوضع، والمفروض اليوم أن يتحملوا مسيرو الفرق مسؤولياتهم، فالمعدن الحقيقي للمسير يظهر عند الأزمات، وليس أثناء الأفراح، كما على الوزارة الوصية في انتظار إنهاء حالة الاستثناء بالجامعة أن تتحرك في الاتجاه الصحيح، بحثا عن حل ينقذ فرق البطولة من الخصاص.