نفذ سكان حي ترقاع بمدينة الناظور، الجمعة الماضي وقفة احتجاجية ثانية أمام مقر عمالة إقليم الناضور، رددوا خلالها شعارات مطالبة بربط حيهم بشبكات الماء والكهرباء، وعبروا عن غضبهم وامتعاضهم من اللامبالاة التي قوبلت بها مطالبهم خلال الوقفة السابقة. شارك في هذه الوقفة الاحتجاجية، إلى جانب ساكنة الحي، العشرات من الأطفال الصغار، منهم من حمل قنينات فارغة وآخرون أشعلوا شموعا للتعبير عن معاناتهم المستمرة مع العطش والظلام وحرمانهم من هذه الخدمات، التي هي أدنى ظروف العيش الكريم، في الوقت الذي يتحدث المسؤولون عن جودة الخدمات وتحسين ظروف حياة المواطن وجودة التعليم ومدرسة النجاح... وغيرها. وعبر الأطفال عن غضبهم لعدم الاكتراث بظروف عيشهم، متسائلين كيف لهم أن يعملوا ويثابروا ويجدوا في التعليم والتحصيل وهم مجبرون على مراجعة الدروس وتجاوز الاختبارات والامتحانات الدراسية على ضوء الشموع الخافت، دون الحديث عن العيش في دائرة الخوف من الحرائق التي قد تسببها هذه الوسائل البدائية للإنارة. وصرحت إحدى الطفلات المحتجات بأنها تفتقد الماء والكهرباء، حيث أصبحت ممنوعة من الاستحمام وتضطر إلى الذهاب إلى المدرسة بوسخها، الأمر الذي يثير سخرية زملائها في الفصل واختتمت قولها بشعار:"سوا اليوم سوا غدا ، الماء والضو ولا بدّ". ورفع الأطفال في والوقفة الغاضبة شعارات تندد بانعدام شبكة الكهرباء والماء الصالح للشرب، وتستنكر ما أسموه سياسة المماطلة التي ينهجها المسؤولون في حلّ هذا المشكل وعدم الاهتمام بساكنة الحي المقصي والمهمش، و حملوا المسؤولية إلى عامل إقليم الناضور بعدما سد في وجههم كل قنوات الحوار. وسبق لساكنةَ حيّ ترقّاع أن دقت أبواب المسؤولين بهذه المدينةِ، احتجاجًا وتظاهرًا، للمطالبة بفكّ الحصارِ عن حيّهم الغارقِ في الظّلمة لعدم استفادته كباقي الأحياء والمدن والقرى من شبكات الكهرباء والماء الصّالح للشّرب. وتزامنت الوقفة الاحتجاجية مع مسيرة واعتصام أعضاء الفرع المحلي للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب، المطالبين بتنفيذ كافة الوعود الممنوحة، كما عبروا عن تضامنهم المبدئي واللامشروط مع سكان حي ترقاع في حقهم العادل في التزود بالكهرباء والماء الصالح للشرب.