في سابقة من نوعها، هاجم مجموعة من الشيعة المغاربة، ينضوون تحت فصيل أطلقوا عليه تسمية «الخط الرسالي بالمغرب»، التيار السلفي متهمين إياه بالسعي إلى زرع التخلف والتطرف، وأوضح بيان صادر عن الفصيل الشيعي المذكور أنه أطلق حملة وطنية لمناهضة هذه الظاهرة، في سياق ما وصفه بمعركة التنوير لكشف وتعرية من وصفهم برموز الإقصاء والتكفير، وناشري ثقافة التمييز والكراهية، ونقد المفاهيم والأفكار الدينية التي يستندون عليها. ووجه الفصيل الشيعي نقدا لاذعا للسلفية التي وصفها بالنزعات الدينية الإقصائية المتطرفة، وقال بهذا الخصوص إن الحملة تأتي «دعما لقيم التعايش والانفتاح والحوار والإبداع، وأيضا لاستقرار وأمن الوطن والمواطنين، فإن الخط الرسالي انسجاما مع «الميثاق الرسالي» الذي أكد فيه على أن ظهور النزعات الدينية الإقصائية والمتطرفة حالة طارئة على المجتمع المغربي، وتستوجب التصدي لها بحزم بمختلف الوسائل الممكنة والمشروعة»، مضيفا أنه لأجل أن يبقى المغرب حاضنا للتعايش والتسامح الدينيين، فإنه يتبنى إطلاق الحملة الوطنية التحسيسية بمخاطر التخلف والتطرف على النسيج الثقافي والاجتماعي المغربي. واعتبر الفصيل الشيعي المذكور أن الحملة التي يقودها تأتي «استشعارا لخطورة تزايد انتشار فكر الإقصاء والتكفير، وثقافة التمييز والكراهية داخل المجتمع المغربي»، موضحا في الوقت ذاته أن «هذا الفكر وإن تمسح بالإسلام فإنه في الحقيقة يستهدف أولا اغتيال الإسلام وتحطيم قيمه السامية القائمة على احترام الإنسان وكرامته، وتوجيه حركة الإسلام الحضارية نحو حروب استنزافية عبر التصادم مع الحضارات الأخرى، وثانيا أنه يستهدف ضرب حركة نهضة وتنوير الأمة وتحرير الإنسان وتسليحه بالوعي للانعتاق من التخلف للخروج من النكوص عن الركب الحضاري». وفي تعليقه على خرجة التيار الرسالي أكد محمد ضريف الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية أن الشيعة المغاربة يحاولون أن يوجهوا رسالة إلى السلطات بأنهم مندمجون في المجهودات التي تقوم بها الدولة لمحاربة التطرف والإرهاب، موضحا أن الحالة الشيعية في المغرب لا تدع نفسها في صدام مع السلطة القائمة، بل تعمل من داخل مرجعية إمارة المؤمنين، ولا تعمل من داخل مرجعية ولاية الفقيه الإيرانية، وتبعد نفسها عن تيار التشيع السياسي، وتعتبر أن الثقافة والموروث الشيعي غير غريبين عن المغاربة. وأشار ضريف إلى أن فتح مواجهة لتحجيم التيار السلفي من طرف الشيعة المغاربة تبعث بخطاب واضح للسلطات أن الشيعة المغاربة بإمكانهم مواجهة التطرف والإرهاب، مضيفا أن تاريخ المواجهة معروف بين التيار السلفي الذي يعتبر الشيعة ضالين ولا علاقة لهم بالدين الإسلامي، في حين الشيعة يعتبرون السلفيين قد ابتعدوا عن الإسلام، ويتهمونهم بالابتعاد عن دين محمد وارتبطوا بتوجهات عمر ابن الخطاب.