يعيش مهنيو قطاع كراء السيارات حالات قلق يومي، بسبب اختراق محترفي النصب والاحتيال لمعيشهم، وتعرضهم لغارات نصابين يعتمدون في عملياتهم على سيارات مأجورة لاستكمال سيناريو الجريمة. ولأن استئجار سيارة لا يكلف إجراءات عديدة فإن مجرد الحصول على بطاقة تعريف وطنية ومبلغا ماليا بسيطا يجعلان السيارة تحت تصرف «فاعلي الشر»، الذين يوظفونها لأغراض «غير سياحية». في دواليب محاكم المملكة مئات القضايا التي لا يكتمل فيها النصب والاحتيال إلا بالاستيلاء على سيارات معدة للإيجار السياحي، قبل أن تتحول إلى لوجستيك جنائي بدونه لا يكتمل النصب والاحتيال. «المساء» ترصد جوانب من حياة قطاع يهدده محتالون رموا بالعديد من أرباب شركات كراء السيارات إلى قارعة الإفلاس. يشتكي أصحاب وكالات كراء السيارات في كافة أنحاء المملكة من انتشار ظاهرة كراء سيارات دون ترخيص، يمارس هذا النوع من النشاط المدر للربح سماسرة السيارات وبعض المهاجرين المغاربة في الخارج، فالسمسار يستغل فرصة كساد سوق السيارات ليؤجر سيارة لزبون مقابل مبلغ مالي لا يفسد للسمسرة قضية. كما ساهمت الأزمة الاقتصادية التي تعرفها أوربا في عودة كثير من المهاجرين المغاربة إلى مدنهم وشرعوا في كراء سياراتهم للخواص، خاصة السيارات المخصصة لنقل البضائع، بل الكثير منهم من يمارس هذا النشاط بسيارات تحمل ترقيما أجنبيا. أقلقت هذه الظاهرة جمعيات وكالات كراء السيارات في كثير من المدن المغربية، خاصة وأن هذا النشاط لا يختلف كثيرا عن النقل السري، مع فرق بسيط أنه يقام أمام أعين السلطات، مما استدعى مراسلة وزير التجهيز والنقل والتهديد بإغلاق وكالات في وضعية قانونية ولديها التزامات أمام الدولة، ناهيك عن مخاطر هذا النوع من الإيجار على صحة وحياة المواطن في غياب ضمانات لطرفي العملية. في أسواق بيع السيارات المستعملة تنشط عملية كراء السيارات المعروضة أصلا للبيع، قبل أن تعرض عند الضرورة للكراء، سيما من طرف بعض الوسطاء الذين يشجعون أصحاب السيارات على قبول عروض الإيجار في انتظار عروض شراء. يعترف سعيد خنوسي، صاحب وكالة كراء السيارات في الدار البيضاء، في تصريحه ل»المساء» بأن وسيطا قد أوحى له بكراء سيارة كان يعرضها للبيع، وفي أحد أسواق بيع السيارات المستعملة بحي سباتة، كانت النظرة والابتسامة والموعد مع أول عملية كراء. «كنت أعرض سيارتي للبيع بسوق سباتة للسيارات المستعملة، وذات يوم عرض علي وسيط كراء سيارتي لأحد المواطنين، وقدم لي ضمانات حول المكتري، قلت في نفسي إنها فكرة تستحق المغامرة، لأنها لن تؤثر على سيارتي، ولأنني سأتقاضى مبلغا ماليا بدل أن تظل سيارتي جاثمة للعرض، ومن ذلك اليوم سيطرت علي فكرة كراء السيارات وشرعت في إنشاء شركة قائمة الذات، هي مهنتي وأساس مستقبلي». إماراتي ضحية نزوة عابرة ونصب دائم مازال سعيد نصر الله يبحث عن حل لقضية مستعصية، تحالف فيها النصب مع الاحتيال فأفضيا إلى السرقة، بطل الحكاية مواطن إماراتي جاء إلى المغرب لقضاء أغراض مهنية والاستمتاع بلحظات ممتعة انتشلها من أجندته المليئة بالالتزامات. القضية بدأت بكراء سيارة وانتهت بجريمة مازالت شرطة العرائش عاجزة عن كشف خيوطها. أما المتضرر الأكبر من القضية فهي الوكالة السياحية التي يتردد صاحبها بين الحل الودي والخيار القضائي. يروي سعيد نصر الله القصة ل»المساء» وهو يتأمل ملفها المثقل بالرسائل والمستندات: «ذات يوم قيل لي إن زبونا إماراتيا قد استأجر سيارة قصد السفر إلى مدينة طنجة، أجرى معه سائق تابع لوكالتنا الإجراءات المتعلقة بالكراء واحتفظ بجواز سفره، رغم أن الاحتفاظ بالجواز غير جائز، تبين لي أن الزبون الإماراتي الجنسية يشغل وظيفة سامية في جمارك تلك الدولة الشقيقة، لذا فهو لم يكن محل شك إطلاقا. سافر على متن السيارة إلى الشمال فانقطعت عن الوكالة أخباره، وبعد أيام اتصل بنا ليخبرنا بتعرضه لعملية سرقة في مدينة العرائش وهو في طريقه إلى طنجة. لم نفهم ما حصل، فقد كان الزبون يتحدث عن سرقة تعرض لها من طرف قطاع الطرق، لكن تبين من خلال التحريات التي أنجزت من طرف الشرطة أن الرجل توقف في العرائش والتقى مغربيا وقضى سهرة دافئة في هذه المدينة الباردة، ليفاجأ في الصباح بتعرضه للسرقة، بل إن السيارة قد غابت عن الأنظار في ظروف غامضة. تم العثور على السيارة في الضواحي وهي في وضعية سيئة جدا، بعد أن تم الإجهاز على كثير من تجهيزاتها، والوكالة تكبدت خسارة كبرى، لأن الزبون تسلم جواز سفره على أساس تسوية المشكل، لكننا علمنا بعودته إلى بلده، والقضية قد تعرض على السفارة بعد أن كاتبته في الموضوع بحثا عن تسوية ودية». مازالت القضية تتأرجح بين مد التوافق وجزر النزاع القضائي، سيما وأن مكانة الزبون الإماراتي وسمعته تدفعان نحو الخيار الأول، بينما مازال سر التوقف في العرائش وما حصل في تلك الليلة لغزا محيرا. رغم أن سعيد نصر الله أعد رسالة شديدة للهجة إلى من يهمه الأمر. رسالة إلكترونية تسقط رجل الأعمال المزور بدأت علاقة «بناني» بالنصب حين سطا على محتويات سيارة فاخرة، في منطقة المعاريف بالدار البيضاء، كانت العملية تستهدف الاستيلاء على شيك وبطاقة وطنية ووثائق تعريفية مكنت اللص الأنيق من استعارة الوجاهة ولو من خلال اسم عائلي يوحي بالانتماء إلى عائلة فاسية عريقة. بفضل البطاقة الوطنية المسروقة ودفتر الشيكات تمكن اللص الأنيق من ممارسة النصب والاحتيال على نطاق واسع. كان ينتدب شخصا يدعي أنه مستخدم في إحدى شركات «بناني» ويقدم بطاقة تعريف مسروقة وشيك مغتصب، ولكي يكتمل سيناريو السطو العالي الجودة، يطلب من صاحب وكالة كراء السيارات إيفاد السيارة الفارهة لأحد الفنادق المصنفة، والذي يقيم فيه لإدارة بعض الأعمال رفقة مستثمرين أجانب. ولأن الحيلة انطلت على كثير من أرباب وكالات كراء السيارات لأن سيناريو النصب كان محبوكا وشخوصه كانت تحمل تقاسيم علية القوم، فإن عدد الضحايا ارتفع بارتفاع وتعدد العمليات التي لم تقتصر على الدار البيضاء فقط، بل على مدن أخرى مجاورة. يقول نصر الله الذي تعرض للنصب والاحتيال من طرف شبكة بناني المزيف، إن مدة الإيجار انتهت دون أن يظهر أثر للسيارة وللمكتري، «اتصلنا هاتفيا بالرجل لكن الهاتف خارج التغطية باستمرار، راودتنا الشكوك، وعدنا إلى العقد ونسخة البطاقة الوطنية، وبحثنا عن العنوان المدون فيها، والذي لا يبعد كثيرا عن شارع ابن سينا بحي المعاريف، طرقنا باب شقة فاخرة خرج صاحبها وطلبنا منه إمكانية لقاء بناني المكتري، فأكد لنا بأنه هو بناني الحقيقي، وحكى لنا عن تردد كثير من الأشخاص المنصوب عليهم من طرف رجل الأعمال المزور، ضربنا كفا بكف، ومباشرة بعد عودتي إلى مقر الوكالة كتبت رسالة إلكترونية إلى جميع أرباب شركات كراء السيارات في المغرب ونبهتهم من شخص يستعير اسم بناني يسرق السيارات بعد استئجارها ويهربها خارج الحدود، وطلبت منهم ضرورة التحلي باليقظة مع التبليغ عنه في حالة تردده على إحدى الوكالات، بعد أيام قليلة تلقيت مكالمة هاتفية من زميل قال إن «بناني» أرسل موفدا عنه لكراء سيارة فخمة وطلب إيصالها إلى أحد فنادق كورنيش عين الذئاب، على الفور اتصلت برجال الأمن ووضعنا له كمينا بالفندق بعد أن تأكدت من موظف الاستقبال بوجوده هناك بعد إدلائه بالبطاقة المزورة طبعا، وتم القبض عليه في حالة تلبس وهو يهم بتفحص السيارة التي كان يعتزم ضمها إلى أسطوله المسروق». كراء سيارات ببطاقات وطنية لباحثين عن الشغل في شهر شتنبر الماضي، كشفت «المساء» عن اعتقال أشهر متهم بالنصب والاحتيال، أو ما يعرف في أوساط وكالات كراء السيارات بالعراف، بعد أن حير رجال الأمن وأرباب الشركات، «قبل أن يتمكنوا من إلقاء القبض عليه برفقة سيدة منقبة تخصص برفقتها في سرقة السيارات التي يتجاوز ثمنها 60 مليون سنتيم». وكأغلب محترفي النصب على الوكالات فقد كان اللص يستعمل وثائق إدارية مزورة، وحين تم توقيفه تبين أنه موضوع ملاحقة قضائية، إذ سبق أن صدرت في حقه مذكرات بحث على الصعيد الوطني بتهم النصب والاحتيال والسرقة بكل أشكالها، وبلغ عدد ضحاياه الذين قدموا شكايات ضده أزيد من 20 ضحية. تقول قصاصة «المساء» التي كانت سباقة إلى الكشف عن شبكة العراف، إن النصاب كان حريصا على أناقته ووسامته، «حينما طلب من أحد المواطنين مجموعة من الوثائق قصد تشغيله حارسا بفيلا مسؤول كبير، الأمر الذي جعل الضحية يقدم له رخصة سياقته وعقد زواجه وبطاقته الوطنية، إذ استغلها العراف وقدمها لصحاب وكالة كراء السيارات كضمانة». كان يزعم أنه رجل أعمال «محترم جدا»، لذا يصر على ارتداء لوازم الشغل، بدلة أنيقة وعطر جذاب وسيجارة كوبية وهاتف ذكي ورزانة مستعارة، إلا أن مصالح الأمن وضعت حدا لنشاط شبكته بعد أن وسعت نطاق اشتغالها، وأصبحت تستأجر أكثر من سيارة دفعة واحدة، لكن أمام ارتفاع عدد الشكايات كان لابد من تضييق الخناق على المجرم الذي تم توقيفه في حاجز قضائي، وهو على متن سيارة من نوع «أودي» إذ تبين أن وثائق السيارة مزورة أيضا بما فيها رخصة القيادة. تبين أيضا من خلال البحث القضائي أن العراف يملك توكيلا مزورا من أرباب الوكالات يساعده على بيع كثير من السيارات بأسعار تفضيلية، قبل أن يجر كثيرا من شركائه إلى السجن. النصب بصيغة المؤنث في عبدة ودكالة بين دكالة وعبدة ازدهرت عمليات النصب والاحتيال على وكالات تأجير السيارات، لكن تنسيقا أمنيا بين الجديدة وآسفي أوقع سيدة تتزعم الشبكة في كمين الشرطة، وكانت مرفوقة بشخص، سرعان ما اختفى عن الأنظار، وبعد الاستنطاق تبين أنه يملك مطبعة بمدينة الجديدة، ويساعد النصابة على تزوير الوثائق التي تساعدها على إنجاز مهامها على الوجه الأكمل. ورغم اعتقال السيدة التي شغلت بال أرباب وكالات كراء السيارات في محور عبدة دكالة، إلا أن البحث قاد إلى شبكة تقوم بتزوير وثائق السيارات قصد بيعها في أسواق السيارات المستعملة خارج الجهة وتحديدا في اخريبكة والبروج، وأجمع أرباب الوكالات على أن مظهر السيدة التي تتجاوز الخمسين يوحي بالوقار، وأنها تدلي بجميع الأوراق المطلوبة وتتقمص دور المهاجرة التي أضناها طول المسافة بين فرنسا والمغرب وغلاء أسعار البنزين لتكتفي بكراء سيارات في بلدها، رغبة في إنعاش اقتصاده وترشيد نفقاتها. قبل أن تختفي عن الأنظار وتصبح موضع مذكرات بحث، كانت تراوغها بتعدد الوثائق التي في حوزتها وإخفاء هويتها الحقيقية. اسمها الحقيقي خديجة وساعدها الأيمن عشيقها مسعود، الذي مازال في حالة فرار، مباشرة بعد علمه باعتقال شريكته في الحب والنصب، لكن الأسماء التي تقدمها لأصحاب وكالات الأسفار تخفي هويتها الحقيقية، بل إن عشيقها مكنها من بطاقة زيارة تحمل بيانات خادعة، تجعل منها صاحبة مطعم في وسط العاصمة باريس، وبعد التقصي تبين أن المطعم لا وجود له إلا في مخيلة خديجة الدكالية. تقنية التأكد من صحيفة سوابق الزبناء قال سعيد أمين، صاحب وكالة تأجير سيارات بالدار البيضاء، إنه كان يلجأ إلى تقنية التأكد من سوابق الزبون كلما انتابته نوبات شك في هويته، «حين كان التنقيط القضائي متاحا للجميع كنت أتصل بأحد أصدقائي في سلك الأمن الوطني فيقدم لي بيانات حول الزبون، الآن تغير الأمر لأن إدارة الأمن الوطني منعت البحث عن صحيفة سوابق الناس دون مبرر معلوم، ولأن الزبون المحتال غالبا ما يأتي في صورة لائقة لا تدعو إلى الشك، لهذا اخترت أمام تنامي الظاهرة كراء جميع السيارات التي أملكها إلى شركة أخرى بمقابل مادي أقل، لكنه يعفيني من الخوف والقلق والاستفسار أمام المحققين». انتابت مالك وكالة لكراء السيارات بمدينة قلعة السراغنة نوبة شك واستغرب من تصرفات زبونين قصدا وكالته فأغدقا إتاوة على مستخدمة، وبدا الاستعجال على تصرفاتهما، سيما وأنهما اختارا دون مبرر الكراء عن بعد، بالانتقال من الرباط إلى قلعة السراغنة لإيجار سيارتين، علما أن لهجتهما شمالية. على الفور ربط رب الوكالة الاتصال بمصلحة الشرطة القضائية التي انتقلت إلى عين المكان واعتقلت الزبونين، فاعترفا بمجرد وصولهما إلى الدائرة الأمنية بقيامهما بأكثر من 20 عملية نصب على وكالات أسفار بالعديد من المدن المغربية. ورغم مرور أزيد من شهرين عن اعتقالهما إلا أن الكشف عن مصير السيارات التي تمت سرقتها مازال بطيئا. في ظل هذه الواقعة قامت الشرطة القضائية بحملة تحسيسية في صفوف أرباب وكالات كراء السيارات بمدينة قلعة السراغنة، «بخصوص نشاط عصابة قامت بالنصب على العديد من الوكالات على الصعيد الوطني، وفسرت لهم الطرق الاحتيالية التي تعتمد عليها العصابة للإيقاع بأرباب الوكالات، انطلاقا من الشكايات المتعددة التي توصلت بها الدوائر الأمنية بمجموعة من المدن المغربية»، كما يقول مصدرنا. طرائف عمليات النصب على مكتري السيارات اكترى سيارة فغير محركها اكترى رجل أربعيني سيارة من وكالة لكراء السيارات، أنهى الإجراءات وسلم الأجر ومعه شيكا كضمانة، بعد انتهاء مدة الإيجار أعاد الزبون السيارة في ساعة مبكرة من الصباح، أنهى على الفور ترتيبات التسليم، وغادر الوكالة على وجه السرعة نحو وجهة غير معلومة، وبعد ساعات قرر صاحب الوكالة إرسال السيارة إلى محل لغسلها وتنظيفها من جديد، وتبين له أن صوتا خشنا يملأ الفضاء صخبا، وبعد لحظة تفحص تبين أن الزبون باع المحرك الأصلي واستبدله بآخر مستعمل من «لافيراي»، لتنتهي القضية بشكاية ضد مجهول. لاعب إفريقي يحرج إدارة الرجاء طرق صاحب وكالة تأجير السيارات ذات يوم ممطر، باب مكتب مدير نادي الرجاء البيضاوي، وقبل أن يستوي في جلسته، قدم للمدير جواز سفر اللاعب إيدغار الإيفواري الذي كان محترفا بالفريق ذاته، وتبين أن الرجل يشكو اللاعب لإدارة النادي بسبب كرائه سيارة وإصراره على عدم إرجاعها في الزمن المتفق حوله، كانت شرارة الغضب تتطاير من المشتكي، قبل أن يهدئ المدير من روعه ويخبره بأن اللاعب الإيفواري قد فسخ تعاقده مع الرجاء وانتقل إلى ستراسبورغ حيث انضم للنادي الفرنسي، حينها تبين أن اللاعب كان يمارس النصب والاحتيال بفضل امتلاكه لجوازي سفر، الأول سليم والثاني مزور. نساء يكترين سيارات لاصطياد الضحايا أجمع كثير من أرباب وكالات كراء السيارات، على تنامي ظاهرة إقبال الفتيات على استئجار السيارات الصغيرة الحجم، فسعرها لا يتجاوز 200 درهما لليوم الواحد، لذلك تفضل الكثير منهن اللجوء إلى الإيجار وامتطاء سيارة حديثة الصنع قبل التوجه إلى المراقص الليلية، تفاديا لإكراهات سيارات الأجرة التي تكلف غاليا وتجعل الفتاة مقيدة بموعدها مع الطاكسي، كما أن ركوبها سيارة مكتراة يعطي الانطباع للمتحرشين بانتماء الفتاة لطبقة اجتماعية معينة، مما يساعد على رفع سقف سعر الجلسة الحميمية. رجاوي يرفض كراء سيارة من ودادي فضل صاحب وكالة كراء السيارات، عرف بحبه للوداد البيضاوي، طبع شعار النادي الذي يعشقه على بطاقة زيارته الحمراء اللون، لكنه لم يكن يعلم أن ترويج منتوجه قد يصطدم بزبائن مناوئين للوداد عاشقين للغريم التقليدي للرجاء، وهو ما حصل ذات يوم حين أدار زبون ظهره للوكالة «الودادية» بمجرد استلامه بطاقة الزيارة، مؤكدا على رفضه التعامل مع ودادي، ولولا تدخل ابنة الرجاوي المتشدد لفسخ التعاقد بعد نصف ساعة عن توقيعه. ا كتتاب جماعي لكراء سيارة واحدة يعاني أرباب شركات كراء السيارات من ظاهرة «الإيجار المشترك»، حين يتقدم شاب إلى الوكالة ويعرب عن رغبته في استئجار سيارة خفيفة بكلفة يومية لا تقل عن 150 درهما، وبعد إجراء كل التدابير المعمول بها، يتبين أن المكتري قد اتفق مع أصدقائه على الاكتتاب في رحلة خارج المدينة، على أن يتقدم واحد فقط لكراء السيارة والباقي ينتظر غير بعيد عن مقر الوكالة. الاكتتاب غير مكلف ويمكن خمسة شبان من قضاء يوم ممتع بأقل تكلفة ممكنة وبعيدا عن زحمة حافلات النقل العمومي. من كراء الدراجات إلى استئجار السيارات با جلول، اسم يعرفه قدماء تلاميذ الثانوية التأهيلية ابن حزم بتراب عمالة ابن امسيك، كان محله القصديري متاخما للمؤسسة التعليمية يصلح فيه عجلات الدرجات، ويخصص جانبا لكراء الدرجات الهوائية للتلاميذ في لحظات الفراغ مقابل 20 سنتيما للساعة، كان هذا في نهاية السبعينيات. الآن أصبح با جلول شيخا لكنه لم يفارق مهنة الإيجار، إذ يمتلك وكالة لكراء السيارات السياحية، دون أن يجد إحراجا في الحديث عن بداياته الأولى في مهنة الكراء. حروب أمام الفنادق المصنفة تندلع أمام الفنادق المصنفة حروب يومية، بين سائقي الطاكسيات التي ترسو أمام المؤسسات الفندقية الكبرى لتنقل السياح من وإلى المطار، وبين سائقي السيارات التي تؤجرها وكالات الأسفار للزبناء المقيمين في هذه الفنادق، كل طرف يدعي بأحقيته في نقل السائح، حينها تصبح للمنتوج السياحي صورة تخدشها الملاسنات وتعبث بها المناورات.