ما حدث في مدرجات ملعب سانية الرمل بتطوان، في مباراة المغرب التطواني والنادي القنيطري التي جرت أول أمس السبت في إطار مباريات البطولة «الاحترافية» لكرة القدم، وانتهت بالتعادل دون أهداف لا يمكن بأي حال من الأحوال قبوله، كما لا يمكن السكوت عنه. فعلى نحو غير منتظر رفع أنصار للمغرب التطواني شعارات مناوئة لساكنة القنيطرة. لم تقف الشعارات عند حدود التنافس الرياضي بين فريقين يتنافسان في إطار بطولة لكرة القدم، ويسعيان لانتزاع الفوز ومعه النقاط الثلاث للمباراة، ولكنها تعدت هذه الحدود، ليصوب هؤلاء مدفعيتهم الثقيلة نحو مدينة القنيطرة، بل إن قضية الإسباني كالفان مغتصب الأطفال أصبحت سبة لساكنة القنيطرة بحسب هؤلاء، كما لو أن سكان القنيطرة دفعوا أبناءهم إلى الاستغلال الجنسي والاغتصاب عن طيب خاطر. رد فعل أنصار المغرب التطواني، جاء ردا على مقتل مشجع تطواني في الموسم الماضي، بمدينة القنيطرة، نتيجة تصرف طائش لمشاغبين، مما أدى إلى مصرعه في حادثة سير. إذا كان هؤلاء الأنصار يرغبون في تخليد ذكرى الراحل «الفايز»، فإن ذلك لا يمكن أن يتم بهذه الطريقة المستفزة للمشاعر، والتي تنشر الحقد والكراهية بين أبناء البلد الواحد. تخليد ذكرى هذا الشاب كان من الممكن أن يتم بالدعوة إلى نبذ العنف وشغب الملاعب، وجعل الروح الرياضية هي الطاغية على مباريات كرة القدم، وليس تحويلها إلى ساحات حرب ودمار ودماء. إن ما وقع في مدرجات ملعب سانية الرمل، من المفروض أن يسائل الجميع، ذلك أنه لم يكن مقبولا من طرف السلطات الأمنية السماح برفع لافتة تحمل شعارات قدحية وعنصرية، والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هو من هي الجهة التي سمحت لأنصار المغرب التطواني بإدخال هذه اللافتة ورفعها في الملعب، وألم يكن من المفروض إحكام الرقابة بدل ترك الحبل على الغارب. إن «الإلترات» منحت الدفء للمدرجات وأضفت عليها الكثير من الجمالية، لكن للأسف الشديد فإن بعض الإلترات بعنفها وبتطرفها قد تتحول إلى أداة لترويج العنف والشغب بالملاعب وخارجها، لذلك، على هذه الإلترات أن تعيد حساباتها، حتى لا تتحول من دواء إلى داء، وحتى تحافظ مدرجات الكرة على جماليتها.