يعتبر اكتئاب الصيف واحدا من أنواع الاكتئاب الكثيرة وهو أقل نسبة وشهرة، ولم يَحْظ بقدر كبير من الاهتمام والأبحاث، وعموما فقاطنو البلاد الحارة بصفة خاصة هم أكثر من يعاني منه، كما أن المرأة تصاب به أكثر من الرجل، وتتلخص أعراضه في: الشعور بالاختناق والميل إلى الكسل والإحساس بالضيق، الملل وفقدان الشهية للطعام، وبالتالي فقدان الوزن، وقلق نومي مرضي، والشعور بفقدان الأمل ، كما أن الأمر قد يتطور إلى مشاكل عضوية مثل الصداع وآلام البطن. والتفسير الطبي لهذه الحالة المزاجية السيئة المصاحبة لموجات الحر الشديدة هو خروج كميات كبيرة من الأملاح الموجودة بالجسم مع العرق؛ الأمر الذي يؤدي إلى هبوط ضغط الدم، وشعور الإنسان بنقص في الطاقة، ونقص في القدرة على الإنجاز والشعور بالميل إلى الكسل، فيحاول الجسم تعويض ذلك، فتزيد ضربات القلب، وتزيد نسبة الأدرينالين في الدم، وهو ما يؤدي إلى الشعور بالخوف. ويسبب شعور الخوف هذا إحساسًا بالهلع؛ فتزيد نسبة الأدرينالين بشكل أكبر في الجسم؛ فيضطرب الأداء الجسماني كله، ويبدأ الشخص في الشعور بالدوخة والهبوط، وأحيانًا يزيد هبوط ضغط الدم إلى درجة يصعب معها وصول الدم الكافي إلى المخ؛ فلا تؤدَّى وظائف المخ كما يجب. ويؤدي هذا إلى نقص الوعي ونقص الانتباه، ويكون إدراك الشخص للعالم حوله غير حقيقي. والعلاج هنا بسيط وهو تناول أملاح الطعام بكميات معقولة، وكثرة شرب الماء، ولا يُفَضَّل تناول المياه الغازية لأنها لا تروي الظمأ، كما أنها تزيد الوزن. وتبعا الحقائق ثابتة علميا، فجسم المرأة يمتص الحرارة سريعا وبمعدلات أكبر من تبديده لها، ومع ارتفاع درجة حرارة الجو تبدأ حرارة الجسم المركزية في الارتفاع، وهو ما يصيب الإنسان بالأمراض المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة، مثل تشنجات معوية حادة أو شعور متواصل بالإنهاك الشديد، أو التعرض لضربة شمس أو ضربة حرارة، والتي قد تصل بعض حالات الإصابة منها إلى الوفاة، كما أن التعرض لحروق الشمس يؤدي أيضا إلى الإصابة بمثل هذه الأمراض من خلال كبح قدرة الجسم على التخلص من الحرارة الزائدة من خلال البشرة. وقد ثبت أن النساء هن أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، حيث تتضاعف نسبة إصابتهن عن الرجل بأكثر من أربع مرات، وتزيد أعراض المرض في أيام الدورة الشهرية. والمرض له علاقة طردية بتقدم العمر، وليس هذا معناه أنه لا يصيب الصغار، بل رُصِدت حالات عديدة بين الأطفال تحت العاشرة وعند سن البلوغ.