ضربت عاصفة رعدية مفاجئة، بعد زوال يوم أول أمس الثلاثاء، موسم «عيساوة» وأدت إلى تشتيت الآلاف من المواطنين الذين حجوا من مختلف مناطق المغرب لزيارة ضريح الشيخ الكامل. وأدت التساقطات المطرية الغزيرة، التي دامت بضع دقائق، فقط إلى إغراق ساحة سيدي سعيد، التي تحتضن أهم خيام الزوار والتجار، والتي لا تبعد إلا ببضعة أمتار عن الضريح. كما أغرق محيط هذه الساحة وأغلقت جميع الطرق المؤدية إلى هذا الفضاء المكتظ عن آخره بالزوار، رجالا ونساء وأطفالا وشيوخا. وسبحت عدة سيارات كانت في مياه هذه التساقطات التي شكلت بحيرات كبيرة في الشارع الرئيسي المؤدي إلى الساحة، في ظل تعطل قنوات تصريف المياه. ولم يتمكن عمال التطهير من تصريف هذه البحيرات إلا بعد جهد كبير. وتسربت المياه إلى عدد من الإقامات السكنية القريبة من الساحة، وعزلت ساكنتها التي ظلت تتابع هذا الوضع الاستثنائي من النوافذ ومن أعلى السطوح. وأدى هذا الوضع إلى استنفار السلطات الأمنية التي قررت منع الدخول إلى الساحة، مع تسهيل مأمورية الراغبين في إخلاء المكان. ومما زاد من استنفار رجال الأمن ورجال الوقاية حالات من الهستيريا انتابت مجموعة من «عيساوة» كانوا في «جذبة» في الشارع المؤدي إلى الضريح، وقاموا باستهداف متفرجين عبر الرجم بالحجارة، وذلك بسبب ارتدائهم لبذل سوداء أو حمراء. وأدى هذا الاعتداء إلى إصابة حوالي 3 أشخاص من الزوار إصابات متفاوتة الخطورة نقلوا على إثرها بواسطة سيارات إسعاف إلى المستشفى. ورد المتفرجون على «تحرش عيساوة» بالمثل. واستعملت الحواجز التي نصبت لتسهيل عملية المرور لرد هذه الاعتداءات. وفرض الوضع على السلطات الأمنية تعزيز حضورها في الساحة ومحيطها، وذلك تجنبا لحالة انفلات، على ما يبدو. ولم يكتف «عيساوة» بجذباتهم التي أدت، إلى حدود مساء اليوم ذاته، إلى إصابة حوالي 10 أشخاص، بل إن طقوسا غريبة رافقت بعض هذه الجذبات. فقد قام أحدهم، وعلى بعد أمتار قليلة من الضريح، صباح اليوم نفسه، ببقر بطن «عتروس» بيده، مخرجا أمعاءه وجاعلا الدم يسيح على رؤوس «عيساوة»، قبل أن يتدخل رفاق له لالتهام اللحم النيّىء لهذا الحيوان، بعدما انتزع بالقوة من على رأس أحد مريدي الطريقة العيساوية، كان على ما يبدو يترأس وفدا يسير في اتجاه الضريح للتبرك. وبانتهاء يوم الذروة، بدأ عدد من التجار، في مساء اليوم ذاته، وبعد العاصفة الرعدية التي ضربت الموسم، في جمع أمتعتهم. وفي الوقت الذي قرر فيه بعض هؤلاء العودة من حيث أتى، فإن البعض الآخر قرر التحول إلى موسم سيدي علي بن حمدوش، بضواحي المدينة ذاتها، والذي من المقرر أن يفتتح اليوم الخميس، بلمسات خاصة لا تحضر فيها «الجذبة»، لكنه يرتبط بكونه قبلة للشواذ بالخصوص. وأقدمت قوات الدرك والقوات المساعدة في سيدي علي بن حمدوش صباح أمس الأربعاء على اعتقال 17 شابا من زوار الموسم.وتقول المصادر إنه تم الاحتفاظ بهؤلاء رهن الاعتقال في انتظار تحرير محاضر لهم وتقديمهم للعدالة بتهمة تعاطي الشذوذ الجنسي والإخلال بالحياء العام. يشار إلى أن موسم هذه السنة يشهد تعزيزات أمنية استثنائية تتمثل في ستة حواجز مراقبة للدرك الملكي، أخرها نقطة تفتيش تشمل جميع القادمين لزيارة الموسم بهدف التأكد من هويتهم.