ما هي الأهمية التي تكتسيها زيارة العاهل الإسباني للمغرب؟ الزيارة جاءت في شهر رمضان، وهذا أمر مهم، يحمل دلالة سياسية قوية. فهذه الزيارة تأتي في الوقت الذي يخلد المغرب و إسبانيا الذكرى ال21 لاتفاقية حسن الجوار. فالعلاقات الاستراتيجية بين البلدين كانت ممكنة نظرا للحوار السياسي المتميز والمستمر، والأولوية التي يعطيها جلالة الملك محمد السادس للعلاقات مع إسبانيا، والتي ترعاها كذلك العلاقات المتميزة بين الملك محمد السادس والملك خوان كارلوس. فهناك مصالح مشتركة في المجال الاقتصادي والمالي، ولكن أيضا في المجال الأمني لأن هذا المجال لا يهم فقط دول الساحل والصحراء، ولكن أيضا دول المغرب العربي وأوربا والفضاء المتوسطي، وليس فقط في مجال الهجرة السرية، ولكن الأمني بالمعنى الواسع. كيف ترى البعد الاقتصادي للزيارة؟ يعتبر المغرب بالنسبة لإسبانيا فضاء متميزا يتمتع بالاستقرار، وهذه الزيارة تعرف حضور كل الشركات الإسبانية الكبرى، لأنها تراهن على المغرب باستقراره، وأيضا بالإمكانيات المتوفرة، فإسبانيا هي ثاني شريك اقتصادي للمغرب ب5 مليارات أورو، وهذا أمر مهم. وبالتالي، فالعلاقات الإسبانية المغربية علاقات استراتيجية ترتكز على مصالح مشتركة، والمهم هو الأولوية بالنسبة لبناء فضاء للتقارب بين الشعوب، وأن يكون لهذه العلاقات أثر على الأجيال المقبلة. لكن العلاقات بين البلدين ليست علاقات فقط بين الحكومات، ولكنها علاقات بين المجتمع المدني والأحزاب السياسية والبرلمان، وهذه مسألة مهمة لأنها تمكننا من بناء جسور بين الشعوب ومستقبل أحسن للبلدين. وماذا عن موضوع الصحراء المغربية؟ الملاحظ أن موقف إسبانيا في السنوات الأخيرة لم يتغير، وبقيت تدافع وتساند الحل السياسي على الأسس والمحددات التي أقرها مجلس الأمن والمتمثلة في روح التوافق والواقعية. إسبانيا كان لها موقف متميز لأنها عضو في مجموعة الدول الخمس ناقص الصين زائد إسبانيا في مجلس الأمن، وهي الدول التي تهيئ التوصيات بخصوص موضوع الصحراء. فإسبانيا كان موقفها دائما إيجابيا، انطلاقا من الحل السياسي ومحددات مجلس الأمن. وبالتالي والهدف من الزيارة هو تقارب أكثر وتقوية شبكات التواصل بين البلدين والحوار السياسي، وأن تبقى هذه العلاقات قوية، كما يرعاها جلالة الملك، الذي يلعب دورا مهما في هذه العلاقات الثنائية. *الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون