يقول عز وجل في كتابه الحكيم في سورة البقرة: «يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون». وكُتب، بمعنى أنه فرض لا رجعة فيه و لا جدال ولا تبديل. فكيف يا ترى يستعد الناس لتطبيق أمر الله تعالى وكيف يستعدون لشهر الصيام الذي جاء في حديث قدسي: «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به»؟ سؤال يطرح نفسه بشدة في عصرنا الحالي مع الاستعدادات التي نشهدها مع اقتراب الشهر الفضيل من طرف عموم الناس، من خلال اقتناء كميات كبيرة من المواد الغذائية، وهي للأسف مظاهر توحي بأننا نستعد لهذا الشهر الكريم بالأكل، وما هكذا كان أجدادنا يفعلون. الغاية من الصوم الغاية من الصوم هي تطهير البدن من سمومه، فالصوم يوقف عملية امتصاص المواد المتبقية في الأمعاء ويعمل على طرحها، والتي يمكن أن يؤدي طول مكوثها إلى تحولها إلى نفايات سامة، كما أن الصوم هو الوسيلة الوحيدة لطرد السموم المتراكمة بالبدن Cleanse. لكن بإلقاء نظرة بسيطة على ما تحفل به الموائد الرمضانية، نجد أن الجميع يتبنى من خلالها نمطا غذائيا غير صحي يجعل الشخص لا يستفيد من الصوم كمقصد كوني، هدفه كالتالي: *اجتماعيا: أن تجرب الإحساس بالجوع الذي يشعر به فقراء مجتمعك. *نفسيا: يقوي شخصية الإنسان ويجعله صاحب إرادة قوية وقرار بكل عزم وثقة. *صحيا: ينعكس بشكل إيجابي على البدن من خلال التخلص من السموم المتراكمة على مدى 11 شهرا، لأن الصيام عامل أساسي لطرح تلك السموم بنسبة 70 في المائة. كيف يمكن أن نحقق المبتغى من شهر رمضان؟ وكيف يمكن أن نستفيد منه بطرح سمومنا وعلاج أمراضنا؟ وقبل الجواب عن هذا السؤال، نشير إلى أن رمضان أصبح ضروريا في هذا العصر أكثر من العصر الذي نزل فيه القرآن، نظرا للإسراف في الأكل وظهور الأمراض المرتبطة بالتغذية الحديثة، أما لما نزل القرآن، فقد كان الصحابة يكتفون بشظف العيش وكانوا يعملون بجهد ولم يكونوا مسرفين في الأكل. برنامج التغذية الصحية فقط باعتماد طرق صحية سليمة، فصحتكم أمانة، فلا تفسدوها بطريقة أكل غير صحية، وبتغيير بعض طقوس الأكل في رمضان من خلال سحب المقليات وحلوى «الشباكية» من مائدة الإفطار، بتغيير طريقة إعداد «الحريرة»، لأن طريقة إعداد «الحريرة» الحالية ليست هي الطريقة الحقيقية لإعدادها. في الماضي كانت جداتنا يختمن طهي الحريرة بالخميرة البلدية، بالنظر لما للخميرة البلدية من منافع للجسم، لأنها تحرر الحديد والماغنيزيوم وكذلك عامل البروبيوتك. ولا يسعني إلا أن أشدد بالقول: «اسحبوا السموم من رمضان وزينوا مائدتكم بالتمر وخبز الشعير وخبز القمح الكامل وزيت الزيتون، والبيض البلدي وسلو الصحي وقللوا من الطماطم وإياكم أن تضيفوا كبد الدجاج واللحوم إلى حسائكم ولا تشربوا الماء البارد ولا الخبائز غير المخمرة وتناولوا الفواكه مثل التين الطري والتين الشوكي». مخاطر الأكل ليلا والنوم نهارا الصحابة رضوان الله عنهم كانوا يتهيئون للعبادة والجوع والعطش، وليس للأكل والنوم. كانوا يستعدون له دون خوف وبنفس مطمئنة يملأها الفرح والسرور. لذلك، فمن الأخطاء التي يرتكبها الإنسان في حق نفسه في رمضان هي برمجة نفسه على الأكل ليلا والنوم نهارا، وبالتالي، فإنه لا يستفيد من المقصد الكوني من فرض الصيام. فالليل جعله الله سكنا، حيث تسكن النفس والدورة الدموية وبعض الهرمونات وغيرها، وحين نستيقظ صباحا، تبدأ الأنزيمات في العمل وتشرع جميع الأعضاء المتوقفة في العمل. هنا يطرح سؤال آخر: كيف نتوقف عن الأكل ليلا ونصوم نهارا؟ بذلك نصل إلى التنظيم الكوني الذي نظمه الرسول صلى الله عليه وسلم، من خلال تنظيم وجبات رمضان، فقط وجبة الفطور ووجبة السحور، وعدم ذكر وجبة العشاء، وسنفهم من ذلك المقصد الكوني من معنى الصيام. تباعد الوجبات يقول نبينا الكريم: «عجلوا الفطور وأخروا السحور»، ونفهم من هذا الحديث الشريف أن هناك وجبتين وليس هناك ما يسمى وجبة العشاء في رمضان، وحسب أبحاث أجريناها، فإن من يتناول وجبة العشاء لا يستفيد من الغاية الصحية لرمضان. في الطب الحديث، يتحدثون عن تباعد الوجبات حتى يجد الجسم الوقت الكافي للهضم والوقت الكافي للامتصاص ولراحة الجسم. لذلك، فإن تلك هي الغاية التي قصدها المصطفى عليه الصلاة والسلام من ذكر الفطور والسحور في رمضان، نظرا لتباعدهما، على أن يتناول الإنسان بينهما السوائل المكونة من شاي وعصير وأيضا تناول حبات الفواكه التي لا تتطلب طاقة للهضم، في حين تكون وجبة الإفطار مكونة من مواد يستفيد منها الجسم كالتمور والحساء، وزيت الزيتون وغيرها مما أتينا على ذكره آنفا. في حين يقتصر السحور على وجبة خفيفة تشمل بعض النشويات وفواكه وماء. كلما أكثر الناس من الأكل ليلا، كلما صعب عليهم الصيام نهارا، والصيام هو فرصة لتهديم الزوائد والتكيسات والحصوات والشحوم المتراكمة في الجسم وكذلك لتقويم الخلل الهرموني عند النساء. طريقة لصنع سلو الصحي مزج 5 كيلو غرامات من الدقيق مع نصف كيلوغرام من النافع مع 350 غراما من حبة حلاوة مع 250 غراما من زريعة الكتان والقليل من الحلبة و50 غراما من القرفة، وهي وصفة سيستفيد منها النساء والرجال معا، وحاملو الأمراض المزمنة.