اعتبر الناقد والباحث نجيب العوفي، في إطار ندوة حول «الكتاب وإشكالية أزمة القراءة»، التي نظمت مؤخرا بتطوان ضمن فعاليات ملتقى «تطوان الأبواب السبعة» ٬أن «سوق القراءة في المغرب بدأت في العد التنازلي إذا قارنا راهن القراءة في المغرب مع الأمس القريب والبعيد»٬ مضيفا أنه ثمة تحولات ومتغيرات جدت في الساحة الأدبية والثقافية والتربوية والتعليمية أثرت على مسألة القراءة «سلبا٬ من ضمنها العولمة الكاسحة التي أدخلت وسائل إعلامية ثقافية جديدة، وفي مقدمتها شبكة الإنترنت والقنوات الإعلامية٬ التي سحبت البساط نسبيا من تحت أقدام الكتاب لعدم استغلالها بشكل أمثل». وأضاف العوفي أن الكتاب الورقي «لم يعد يحظى بتلك العناية والمكانة التي كان يحظى بها من قبل ولم يعد الكتاب (خير أنيس وجليس) للقارئ كما كان عبر الزمان٬ وأصبحت في المقابل القراءة قراءة رقمية الكترونية تحظى باهتمام منقطع النظير من طرف الناس، وأصبح الإنترنت الآن هو خير جليس للناس المتعلمين»٬ مؤكدا على أن القراءة الالكترونية «تنقصها الكثير من الشروط المعرفية والقيمية والأخلاقية٬ ولم تعد لها ضوابط وروابط». واعتبر٬ العوفي في الوقت ذاته٬ أنه على الرغم من الظرفية الصعبة التي يجتازها الكتاب٬ تبقى له «سلطته الرمزية عبر التاريخ. إذ مهما تفوقت الصورة الآن والإعلام الالكتروني إلا أن الكتاب يبقى حاضرا، وهو الحارس الأمين للقيم الجميلة في التراث الإنساني».