أثار اعتداء ابن باشا سابق يقطن بمدينة القنيطرة، عصر أول أمس، بشكل عنيف، على طالبة ومرافقها بالشارع العام، استياء كبيرا وسط العديد من المواطنين، نظرا لخطورة الأفعال المرتكبة في حق الضحيتين. وكشف شهود عيان، في تصريحات متطابقة، أن ابن باشا ترجل من سيارته بساحة «الاتحاد»، وهو يفور غضبا، بعدما احتج شاب جامعي، في العشرينات من عمره، على تحرشه الجنسي بالطالبة التي ترافقه، ومطاردته لهما بسيارته وإزعاجهما بمنبهها الصوتي، أثناء محاولة تجاوزهما شارع «محمد الخامس». وأوضح الشهود أن الطالب والطالبة تعرضا لضرب مبرح من طرف ابن رجل السلطة، المعروف بسلوكاته المستفزة وعلاقاته المشبوهة مع عدد من عناصر الأمن، مشيرين إلى أن الطالب، الذي أصيب بجروح ورضوض متفاوتة الخطورة في الوجه، حاول تقبيل قدمي السائق للتوقف عن ضربه، قبل أن يلوذ بالفرار، لإصرار المعتدي على إلحاق المزيد من الأذى به. ولم تتوقف الاعتداءات عند هذا الحد، والتي جرت فصولها أمام أعين شرطي مرور كان وقتها في عين المكان، بل إن السائق صفع الطالبة، وجرها من شعرها، ثم حملها بين يديه، في محاولة منه لإجبارها على ركوب سيارته ومرافقته، وهو ما دفع عددا من المواطنين إلى التدخل لإصلاح ذات البين، وحرروا الفتاة من قبضته، وحاصروا السائق، الذي كان لا يتوفر حينها على وثائق الناقلة، ملتمسين منه التريث والهدوء، اعتقادا منهم أن المعتدي تربطه علاقة قرابة بالضحية، قبل أن تنكشف الأمور، بعدما تدخل رجل أمن محذرا المارة من مغبة الاعتداء عليه، بمبرر أنه ابن باشا سابق معروف في المدينة، داعيا إياهم إلى التراجع وإخلاء حال سبيله. وأضاف الشهود أن الطالبة أصيبت بجروح في الصدر، كما أن ملابسها تعرضت للتمزق إثر الاعتداء عليها بشكل وصفوه بالوحشي. ورغم حضور رجال الدائرة الأمنية المداومين، فإن المسطرة القانونية لم تأخذ مجراها الطبيعي، بعدما قام مسؤول أمني، تربطه علاقة صداقة بالمعتدي، بحكم امتلاك هذا الأخير مقهى للشيشة توجد في دائرة نفوذه، على توجيه أسئلة مستفزة للطالبة الضحية، من قبيل «من يكون الشخص الذي كان يرافقك؟» و»ما هي طبيعة العلاقة التي تجمعكما»، عوض فتح تحقيق جدي في الواقعة، وهو ما جعل الخوف يدب في قلب الفتاة التي تراجعت عن متابعة المعتدي عليها مخافة الالتفاف على قضيتها.