التدخل العسكري لمنظمة حزب الله في صالح نظام الأسد في سوريا بقي تحت السطح لزمن طويل. وحاول الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله في البداية أن يشرح بان الحديث يدور بالإجمال عن سكان لبنانيين شيعة يديرون حربا دفاعا عن بيوتهم في سوريا ويتضامنون مع منظمته، ولكن شهادات مقاتلي الجيش السوري الحر في مواقع عديدة في سوريا وكذا أفلام قصيرة نشرت على اليوتيوب، تبين أن جنود حزب الله يشاركون مشاركة فاعلة في الحرب إلى جانب قوات الرئيس بشار الأسد، ويحولون بذلك إلى حرب دينية بين السنة والشيعة. مدينة القصير، الواقعة في محافظة حمص، سقطت في معظمها في أيدي الثوار السوريين. القرب من الحدود السورية اللبنانية، المنطقة التي تفصل من ناحية استراتيجية بين القسم الشمالي من سوريا وجنوبها، حدد المكان كهدف مركزي لمقاتلي حزب الله والنظام السوري. الحرب عليها تجري في عدة جبهات حول المدينة والمنطقة كلها تقصف بصواريخ آر.بي.جي وقذائف هاون لوقف تقدم الثوار السوريين. وذلك بالتوازي مع تقدم مشاة مقاتلي حزب الله من لبنان إلى سوريا، بينما توفر طائرات ميغ ومروحيات قتالية سورية الحماية من الجو للقوات اللبنانية. النتيجة: الحرب الأهلية في سوريا تنتقل في قسم منها إلى الأراضي اللبنانية. وحسب تقارير لبنانية، فإن صواريخ غراد التي يستخدمها الثوار السوريون تطلق بشكل دائم نحو منطقة الهرمل في لبنان، والتي تعتبر منطقة شيعية توجد فيها مواقع وقواعد لحزب الله. كما أن سكان القرى في منطقة شمال البقاع اللبناني يوجدون في الأسابيع الأخيرة تحت هجوم صاروخي شديد من جانب الثوار السوريين. ومؤخرا أعطى راديو صوت لبنان منصة لمنظمة الثوار المتطرفة جبهة النصرة، التي أعلنت أن في نيتها الرد بشكل شديد على تدخل مقاتلي حزب الله في الحرب في سوريا، وان سكان لبنان هم الذين سيدفعون الثمن. وهددت المنظمة السلفية المتطرفة، المتماثلة مع القاعدة ومع زعيمها ايمن الظواهري، بأنه إذا لم يتوقف تدخل حزب الله، فإن نشطاءها سيهاجمون معاقل المنظمة الشيعية وسيصلون حتى ضواحي بيروت. ويتهم السكان المحليون، المتماثلون مع حزب الله الثوار السوريين بالشروع في حرب دينية بين السنة والشيعة. وحذر السكان من أن «المعارك على الحدود بين الدولتين قد تجر لبنان الى حرب دينية تحصد حياة الكثيرين ولن تكون لها نهاية». وكان الأسد نفسه استضاف الأسبوع الماضي وفدا من مجلس الشورى الإيراني، برئاسة علاء الدين بروغاردي، رئيس لجنة شؤون الأمن القومي والسياسة الخارجية. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» بأن المحادثات كانت إيجابية، وفي ختام اللقاء أعلن الأسد بان في نية سوريا تعزيز علاقاتها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية. «نحن نواصل علاقات الأخوة بين الشعوب في المنطقة ولا سيما بين الشعب السوري والإيراني»، صرح الرئيس السوري وأضاف بأن «لقاء الوفد الإيراني مع البرلمان السوري جاء لتعزيز الهيئات التي تعنى بالشعب وبحقوقه». وعلى المستوى السياسي مُني الثوار السوريون بخسارة بعد أن أعلن رئيس الائتلاف السوري معاذ الخطيب بشكل نهائي عن استقالته من منصبه. وجاء البيان فور لقاء عقده الخطيب مع رئيس الوزراء التركي طيب اردوغان ومع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري حين بحث في الحلول للأزمة في سوريا.