لماذا ينام أبي وأمي في غرفة منفردة؟ كيف ولدت؟ ومتى وكيف يحدث الحمل؟ ولماذا الاختلاف بين أعضاء الذكر والأنثى؟ ومن أتى بنا إلى الدنيا؟ وأين يذهب الناس بعد الممات؟.. وغيرها من الأسئلة المُحرجة التي يطرحها الأطفال على آبائهم وأمهاتهم، لكنْ لا يجيد أغلبهم طريقة تربوية مناسبة، للإجابة عنها دون قمعه وردعه ب»حْشومة، سْكتْ».. إبراهيم عبد الحليم (محلل نفساني) يوضح للأمهات والآباء، في هذا اللقاء، الطرُق السليمة للإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها، والتي يعجزون عن الإجابة عنها لكونهم يعتبرونها مُحرجة أحيانا ومخلة بالحياء أحيانا أخرى. أكد عبد الحليم أنّ العديد من الآباء يقولون لأبنائهم، خلال محاولتهم الإجابة عن الأسئلة التي يعتبرونها محرجة، كلاما من قبيل: إن «المولود هدية من الله»، أو «الحمل ناتج عن انتفاخ في البطن» أو «سْكت، حشومة»، أو سيُعذبك الله إذا نبست بهذه الكلمات مرة أخرى.. وغير ذلك. وأوضح أنه بواسطة هذه الكلمات وغيرها، يحاول الآباء قطعَ الطريق عن استفسارات الطفل، التي تتوالى في مرحلة عمرية معينة (ما بين 3 و4 سنوات) من حياته، أي حين يبدأ في وعي الأشياء ويبحث عن حقيقتها، فيجد الآباء أنفسَهم في حرج. وأضاف أنّ الأمور المتعلقة بالأسئلة الجنسية ترتبط في مجتمعنا المغربي بغياب ثقافة كافية تؤهّل الآباء للإجابة عن تساؤلات أبنائهم «المُحرجة» في العديد من الأحيان، مما يجعلهم يميلون إلى التكتم أو تجاهلها وتغيير أطراف الموضوع أو إعطاء إجابات مقتضبة أو خاطئة لا تقنع فضول الطفل.. وإذا احتجّ هذا الأخير أو طالب بالمزيد من الإيضاحات يعنفه والداه ويقومان بإسكاته على الفور ويحاولان إقناعه بأنّ ما طرحه من أسئلة «عيب» أو «حْشومة» ولا داعي إلى طرحها.. واعتبر عبد الحليم أنّ هذه الأسئلة طبيعية وبريئة، ولا تستدعي الخوف أو قلق الآباء، ولا تتطلب سوى إجابات تناسب سن الطفل، بسيطة، سهلة وصادقة، ترضي فضول الطفل وتساعده على فهم نفسه ومحيطه، لأنّ تخويفه وزجره أو منحه إجابات خاطئة تتسبب له في بلبلة وهلوسة فكرية، بل يمكن أن تنتج عنها أيضا مشاكل اجتماعية وأخلاقية وذهنية، بالتأثير على مستوى ذكاء الطفل. كما يمكن أن يؤدي فضول الطفل إلى البحث عن مصادر أخرى للمعلومات في «غفلة» عن الآباء، وقد تكون خاطئة وذاتَ حمولة غير أخلاقية.. وشدّد المحلل النفساني على أهمية إعطاء الطفل المعلومات المناسبة البسيطة والصحيحة، لأنّ الكذب عليه أو إعطاءه معلومات خاطئة يجعله يحمل مخزونا من المعارف الخاطئة والوهمية، التي قد تؤثر عليه في الكبر، بإصابته بالوساوس والاضطرابات النفسية، شريطة أن تقدَّم هذه المعلومات المعرفية من دون تعنيف أوتخويف وبأسلوب جاد وغير مثير، حيث يفضل أن يتحدث الأب إلى ابنه والأم إلى ابنتها، شريطة احترام الحاجات المعرفية للطفل وتقديم إجابات مُفيدة على قدر السؤال، وألا تعطى كل المعلومات دفعة واحدة، بل من خلال مراحل وفي الوقت المناسب. ومن الأخطاء الشائعة في التعامل مع جسد الطفل، يضيف المحلل النفساني، الإفراط في تنظيف الأم المناطق الحساسة، «وهنا أنصح بإعطاء المعلومات المناسبة في السنّ المناسبة، مثلا قبيل البلوغ حول النظافة وكيفية الاغتسال، وغير ذلك من القضايا المتعلقة بالتغيرات الجسمانية والفيزيولوجية، مثل الدورة الشهرية عند الإناث». وختم عبد الحليم بالتشديد على أنه يجب على الآباء تجاوُز مشكلتهم مع الخوف والقلق من تساؤلات أطفالهم، لأنّ اكتشافهم أنفسهم وأعضاءهم شيء طبيعي، بل هو ذكاء فطريّ، ينسجم مع المحيط الأسَري للطفل. وما تحتاجه الأم والأب هو التوجيه السليم وتقديم المعلومة الصحيحة والبسيطة، شريطة انتباههما إلى أي سلوك خاطئ ووضع الأسلوب المناسب لمنع تكراره.
سؤال وجواب - كيف يتكون الأطفال؟ زوديه بالمعلومة الصحيحة التي تناسب سنه وقدرته الاستيعابية، وإذا كنت تجدين إحراجا في ذلك، فاختاري له كتابا جميلا يروي له قصة ولادته، مثلا: إن الولادة تتطلب وجود رجل وامرأة يُحبّان بعضهما ويرغبان في إنجاب طفل جميل مثله. - كيف يولد الأطفال؟ بكل بساطة، وبعيدا عن كل التعقيدات والتخيلات الموجودة في ذهن الطفل، قولي له إنّ هناك شقا مطاطيا لدى المرأة، يُفتح ويصبح أوسع عند الولادة ليخرج منه الطفل.. - ماذا يفعل بابا وماما عندما ينامان؟ إذا تخطى الطفل عمر الخمس سنوات فإنّ باستطاعتك أن تشرحي له الأمر على حقيقته، أيْ أنهما «يتبادلان حديثا يخصّهما»..