كشف الهولندي بيم فيربيك عن لائحة المنتخب الوطني للفتيان لكرة القدم، الذي سيخوض نهائيات كأس إفريقيا للأمم التي سيحتضنها المغرب في الفترة الممتدة ما بين 13 و27 أبريل بمدينة مراكش، والمؤهلة إلى نهائيات كأس العالم التي ستقام بالإمارات العربية المتحدة. ضمت اللائحة النهائية 16 محترفا وخمسة محليين، بينما تم الإبقاء على أربعة محليين آخرين ضمن اللائحة الاحتياطية، لتثار بذلك الكثير من علامات الاستفهام حول هذه التغييرات الجذرية التي عرفتها لائحة المنتخب الوطني للفتيان، وحول الجدوى من الاستعدادات التي ظل هذا المنتخب يخوضها على امتداد عامين. لقد ظل منتخب الفتيان يجري تحضيراته ويخوض مبارياته الودية، تحت إشراف المدرب عبد الله الإدريسي الذي كان يتحدث دائما عن تحسن في الأداء وعن أن هذا المنتخب يسير في خط تصاعدي ويتدارك أخطاءه، لكن وفي لمح البصر، دخل الهولندي بيم فيربيك الذي تعاقدت معه الجامعة بصفته مشرفا عاما على المنتخبات الوطنية على الخط، وقرر أن يصبح مشرفا بشكل عملي على هذا المنتخب، بل إنه هو الذي حدد اللائحة النهائية لهذا المنتخب، وهو الذي قرر الاعتماد بشكل شبه كلي على اللاعبين الذين يمارسون بأوروبا. قد تكون لهذا الاختيار أسبابه ومبرراته، خصوصا أن تكوين اللاعبين الناشئين في أوربا ليس كما هو الحال عليه بالمغرب، لكن الذي حصل يكشف أن كرتنا المغربية «مريضة»، وأنها تسير في الاتجاه الخطأ بدون خطة أو برنامج عمل وأنها أصبحت مفتوحة على العبث، وإذا كانت الإدارة التقنية لهذا المنتخب مقتنعة بهؤلاء اللاعبين الذين يمارسون بأوربا فلماذا لم تكن توجه لهم الدعوة في وقت سابق ليخوضوا المباريات ويرفعوا من درجة انسجامهم ويكونوا على أهبة الاستعداد لخوض التصفيات؟ وما هو الدور الذي يقوم به عبد الله الإدريسي في هذا المنتخب؟ وهل هو الذي سيقود هذا المنتخب بالرغم من أنه ليس هو الذي أعد لائحة اللاعبين؟ أم سيقبل بلعب دور «الكومبارس» وتحمل مسؤولية إدارة منتخب أصبح يجهل عنه الكثير، ومن الذي سمح لفيربيك الذي قاد الأولمبيين إلى الفشل في دورة لندن 2012 بان يضع اليد على منتخب الفتيان كذلك، ويقوم بما يشبه الانقلاب داخله. أيا كانت النتيجة التي سيحققها هذا المنتخب في النهائيات، فإن ما يقع داخله يؤكد أن كرتنا ليست بخير، وان العيب في المسؤولين، وفي أشباه المدربين الذين تأتي بهم الجامعة من الخارج، وتمنحهم امتيازات خيالية دون أن تحاسبهم، فتكون المحصلة النهائية كوارث على كافة المستويات.