تعتبر مشكلة الدوالي إحدى أهمّ المشاكل التي تصادف كثيرا من الناس، وخاصة منهم النساء، لأجل ذلك قمنا باستيقاء معلومات عنها من عبد الإله بنزاكور، رئيس قسم الجراحة في مستشفى مولاي يوسف في الدارالبيضاء. عرّف بنزاكور الدوالي بكونها «عبارة عن عروق زرقاء بارزة على شكل «حبل»، تتواجد تحت الجلد مع عقد متتالية (صمامات الأوردة).. وتسمح هذه الصمّامات في الحالة العادية بمرور الدم من الأرجل إلى القلب، ثم تغلق، وعندما تكون مريضة يرجع الدم في الاتجاه المعاكس، ثم تظهر الدوالي».. وتوجد الدّوالي، وفق بنزاكور، في أماكن معينة من الجسم، فهناك دوالي الساقين، دوالي المخرج، (البواسير) ودوالي الخصية، دوالي البلعوم.. هذه الأخيرة التي يؤشر ظهورها على تشمّع الكبد وارتفاع الضغط في أوردة الكبد. وفي ما يتعلق بالأعراض فقد اعتبر بنزاكور أنها غير متوازنة مع حجم الدوالي، ويتم تشخيصها سريريا من خلال الفحص المباشر للطبيب المعالج وأيضا بواسطة الموجات فوق الصوتية للعروق. وتعاني المصابة بالدوالي من آلام، تختلف من مريضة إلى أخرى، حسب بنزاكور، خاصة مع قلة الحركة، حيث تزداد حدّة الألم عند آخر النهار وعند ارتفاع حرارة الطقس.. وتتخذ الدوالي، وخاصة في الساقين، حسب ما شرح بنزاكور، شكلا يشبه «الحبل»، يظهر بوضوح أثناء الوقوف، حيث تشعر المريضة بثقل في ساقيها، مع إحساس بما يشبه الوخز وتنمل في الساقين، مع العياء والرغبة المستمرة في الهرش والحكّ.. وفي ما يتعلق بالأسباب فقد ربطها بنزاكور بعامل الوراثة بنسبة 50 في المائة، وأيضا بخلل في بروتينات الكولاجين، مما يؤدي إلى تقلص في عضلات الوريد، وخاصة حين بلوغ المرأة سن الأربعين، أوفي فترة الحمل، حيث يتعرّض الرحم لضغط على أوعية الحوض، كما أنّ هرمونات الحمل، وفق بنزاكور دائما، تتسبب في التقليص من بروتين الكولاجين. وهناك السمنة بوصفها أكثرَ الاسباب شيوعا لظهور الدوالي في الساقين، الإمساك، الكحول والتدخين، الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة، التعرّض للحرارة المفرطة، إما للشمس أو الحمام الساخن، إزالة شعر الساقين بواسطة ما يعرف عند النساء ب«لاسير السخونة»، وأخيرا ارتداء الملابس الضيقة، خاصة عند منطقتَي البطن والحوض.. أما مضاعفات إهمال العلاج المبكر فلخصها بنزاكور في إمكانية تمزّق الدوالي وحتى انفجارها وازدياد حجمها وأيضا إصابة الجلد بالأكزيما، مع نزيف وقابلية للعدوى والتهابات الأوردة الدموية، التي ينتج عنها جلطة دموية في المخ، فالوفاة. العلاج ذكر بنزاكور خيارات عدة لعلاج دوالي الساقين، وعلى رأسها، العلاج بالأدوية، والتي تفيد في تقوية عضلات الوريد، وكذا الجوارب الطبية، لكونها تساعد على تنظيم الدورة الدموية، بأن تضغط على العروق المنفوخة، ثم العلاج التصلبي للأوردة، عن طريق حقن مادة كيماوية داخل الأوردة، تساعد على إتلاف البطانة الداخلية، واختفائها بالتالي.. وأخيرا العلاج بواسطة الجراحة، بنزع الوريد. الوقاية عدّد بنزاكور سبل الوقاية من دوالي الساقين في: -ضرورة ممارسة الرياضة باستمرار، لكونها تقوي المضخة العضلية وتساعد على مرور الدم من الساقين بشكل جيد وخاصة السباحة؛ -تجنب الكحول والتدخين، والابتعاد عن الوقوف المطول؛ -التخفيف من الوزن الزائد؛ - «رفع» الساقين أثناء الراحة والنوم، وإذا كانت المصابة بالدوالي تمارس مهنة تتطلب الوقوف فعليها بالتمدد لمدة خمس دقائق بين ساعة وأخرى، والاستلقاء على ظهرها وتمديد ساقيها فوق وسادة، وفي الليل عندما تخلد للنوم، تضع وسادة عالية تحت ساقيها؛ -ارتداء الجوارب الطبية قبل مغادرة السرير؛ -تجنب الجلوس والقدمين متقاطعتان أو وضع الساق على الساق؛ -الابتعاد عن الأحذية ذات الكعب العالي، لأنها توقف حركة الساقين، وأخيرا عدم التعرض لحرارة الشمس الكثيفة والحمامات الساخنة، وعند الانتهاء من الاستحمام يجب وضع الساقين في الماء البارد.