مع توالي الاعتداءات التي يتعرض لها المواطنون في حافلات «نقل المدينة» في الدارالبيضاء، بدأ التفكير الجدي في تعزيز الحافلات برجال الأمن، كما هو الحال بالنسبة للخط الأول ل «الطرامواي»، إذ تم التأكيد خلال اللقاء الإعلامي المنظم من قبل إدارة «مدينة بيس»، أمس الثلاثاء، أنه بالمساهمة والدعم الضروريين للأمن الوطني، من شأن الإجراءات المتعلقة بتجهيز حظيرة الحافلات بنظام للمراقبة عن طريق الكاميرات وزيادة عدد المراقبين الحد من معدل الاعتداءات على متن الحافلات، حيث سيمكن هذا الأمر من التدخل الفوري. وتم التطرق خلال هذا اللقاء إلى المشاكل الكثيرة التي تعانيها حافلات نقل المدينة، خاصة في الجوانب المرتبطة بأعمال الشغب، فمباراة واحدة لكرة القدم يمكن أن تتسبب في تخريب وتوقيف الخدمة في حوالي 140 حافلة، واعتبر مسؤول في الشركة أن الشغب يكون السبب في توقيف الخدمة في أغلب الأحيان. ولتسهيل الصلة ب«الطرامواي» وتقوية العرض على مستوى بعض المناطق ذات الطلب الكبير على التنقل، بدأت نقل المدينة في إعادة هيكلة شبكتها لتحقيق تكامل بين الحافلات و»الطرامواي»، وسيتم تفعيل نظام جديد للتذاكر الإلكترونية، الذي من شأنه المساعدة على تحقيق اندماج التسعيرة لخلق مبدأ الشبكة الموحدة، وسيتم تجهيز 800 حافلة بآليات التدقيق. وتم التذكير خلال هذا اللقاء بالإشكاليات الحقيقية المتعلقة بالسير والجولان في الدارالبيضاء، بسبب التطور الهائل لحظيرة السيارات. وتنقل شركة مدينة بيس حوالي نصف مليون مسافر يوميا عبر 70 خطا وتغطي أكثر من120000 هكتارا وتوظف 4500 موظف. وخلال الفترة التي سبقت التدبير المفوض لقطاع النقل الحضري، دافع المؤيدون لهذه الفكرة بشكل كبير عن هذه التجربة، حيث تم الاعتبار أن لا حل للمدينة سوى في نهج أسلوب التدبير المفوض لهذا القطاع، إلا أنه مع توالي السنوات بدأت الأصوات المدافعة عن هذه التجربة تخفت، على اعتبار أنه لا يمكن لشركة حافلات المدينة وحدها أن تحل الإشكال المتعلق بالنقل الجماعي، وهو الأمر الذي دفع إلى ضرورة التفكير في إحداث بدائل أخرى ومن بينها «الطرامواي» وتجديد أسطول «الطاكسيات»، وتعتبر الحافلات على مستوى الدارالبيضاء الأقل تكلفة بالمقارنة مع وسائل النقل الجماعية الأخرى، حيث لا يتجاوز ثمنها 4 دراهم.