سادت حالة من الرعب وسط الطاقم الطبي في المركز الصحي لحي الملاح في مراكش بعد أن لدغت أفعى كانت تحتلّ جنبات المركز في «جنان العافية» طفلا كان رفقة والدته. وأوضحت مصادر من داخل المركز الصحي، الذي يغيب فيه الأمن، نظرا إلى طبيعة المنطقة التي يوجد فيها، أنّ أفعى لدغت طفلا جاء إلى المركز الصحي لإجراء فحوصات طبية رفقة والدته، عندما كانا خارجين من الباب الرئيسي للمركز، ليتم نقله على وجه السرعة إلى مستشفى ابن طفيل من أجل إنقاذ حياته. وبعد أن سادت حالة من الرعب وسط الطاقم الطبي وشبه الطبي داخل المركز الصحي ل«اكتشافِهم» وجود أفاعٍ تهدد حياتهم وحياة المرضى من مرتادي المركز، أبلغ العاملون المسؤولين المحليين في وزارة الصحة بالأمر، ليتم إرسال عمال في المكتب الصحي التابع للمجلس البلدي لمراكش من أجل رشّ جنبات المركز بالأدوية المحاربة للأفاعي والحشرات الضارة. وبعد أن قام العمال بعملية رشّ المنطقة بالأدوية، عاد الطاقم الطبي وشبه الطبي إلى المركز للعمل، وسط تخوّف من عودة أفاعٍ إلى المكان وتهديد سلامة جميع المُرتادين. ولا تقتصر أجواء الرعب التي يعيشها العاملون في المركز الصحي -في منطقة «الملاح»- عند هذا الحد بل إن عددا من السكارى وأصحاب السوابق يهددون حياة الأطباء والممرضين في حالة امتناعهم عن منحهم أدوية، خصوصا تلك التي لا توجد داخل المركز، من مُهدّئات تمنَح للذين يعانون من أمراض نفسية. وأوضح مصدر طبي داخل المركز، في اتصال مع «المساء»، أنّ عددا من السكارى وأصحاب السوابق يُشهرون سكاكينهم في وجه العاملين في حالة إذا لم يستجيبوا لطلباتهم، المتمثلة في «منحهم أدوية لا نتوفر عليها». وقد طالب الطاقم الطبي بتوفير الأمن للعاملين والمرضى من قِبل وزارة الصحة، المسؤولة عن حياه العاملين، من خلال تعيين بعض رجال الأمن والقيام بدوريات أمنية في المنطقة لضمان فعالية الطاقم الطبي. وعلمت «المساء»، من مصدر موثوق فيه، أنّ بناية المركز الصحي القاضي عياض، الموجود في منطقة الداوديات، يُهدّد سلامة الطاقم الطبي وشبه الطبي العامل فيه، إضافة إلى مئات المرضى الذين يرتادونه يوميا. وأوضح المصدر ذاته أن شقوقا ظهرت مند مدة طويلة في جدران المركز، لتتسع يوما بعد يوم وتصبح البناية مُهدَّدة لسلامة المئات من الأرواح. وقد أصدرت مصلحة تابعة لوزارة الصحة في مراكش تعليمات للطاقم الطبي العامل في المركز المذكور بمغادرة البناية والانتقال للعمل في بعض المركز الصحية القريبة إلى حين إجراء الإصلاحات الضرورية.