لا شك ان للشاي معانيّ خاصّة عند الشعوب، وبالخصوص العربية منها، فهو يحظى بسمعة استثنائية نظرا إلى كونه أول ما يُقدَّم للضيف في المناسبات، وهو ما يجعل الشاي «سيدَ» المائدة المغربية، فزيادة على المكانة الاجتماعية والثقافية التي يحظى بها، فإنّ الشاي يضمن فوائد ذهبية، وهو اسم صينيّ يُطلق على شجرة أو شجيرة وعلى أوراقها وعلى المشروب الذي يُصنع من الأوراق، وهو من أشهر مشروبات العالم وأمتعها، فيه أشكال ومذاقات مختلفة. وتتلوّن أقداح الشاي على الموائد مشروباً لا يتطلّب إعداده أكثر من ثلاث إلى خمس دقائق.. ويختلف الناس في تناول الشاي، فبعضهم يحبونه حلوَ المذاق ويفضّله آخرون صافياً، فلا يزيدون على طعمه طعم، فقد اثبتت العديد من الدراسات الأكاديمية في السويد واليابان وفي بريطانيا والولاياتالمتحدة أن للشاي فوائد صحية كثيرة وقابلية على زيادة مناعة جسم الإنسان ضد الأمراض، ومن هذه الفوائد أنّ الشاي يساعد على خفض نسبة الإصابة بمرض سرطان المبايض بنسبة 46 % لدى النساء اللاتي يشربن فنجانين أو أكثر من الشاي يوميا، مقارنة بمن لا يشربنه. وقد توصلت دراسة إلى أن شرب الشاي الأسود أو الاخضر يبطئ من نشاط الأنزيم المسؤول عن الزهايمر، فالشاي الأخضر والأسود يحتويان على مُولّدات المضادات القاعدية، بعكس القهوة، ما يساعد على تقوية وتحفيز جهاز المناعة ضد الأمراض عند الإنسان، إذ تؤثر مكونات الشاي على الشرايين بشكل يمنع تكوّن تجلط الكوليسترول على الجدران الداخلية للأوعية الدموية لاحتوائه على مادة مضادة للتأكسد يطلق عليها اسم «فلافونويد». كما اكتشف العلماء في جامعة طوكيو الطبية أنّ تناول كوب من الشاي بعد الوجبات الدّسِمة الثقيلة يساعد في تقليل الآثار المؤْذية للطعام الدّسِم على الجسم، وهو نافع أيضا لصحة وسلامة الأسنان، ولم تثبُت مؤشرات على سلبيات أو مضار لتناول الشاي على صحة الإنسان. كما أظهرت الدراسات أنّ الشاي الأخضر يحمي من زيادة لكولسترول والدهون في الدم، ويساعد على جريان الدم بشكل أفضل في حالات تصلب الشرايين، وزيادة على هذا فإنّ استهلاك الشاي الأخضر يزيد من قوة وفعالية الأدوية الوقائية المقاومة للسرطان، وفق ما أكد باحثون يابانيون مختصون في الاجتماع السنوي لجمعية السرطان اليابانية في طوكيو. فاتحاد مادة كيميائية موجودة في الشاي الأخضر مع أدوية السرطان يزيد فعالية هذه الأدوية بحوالي 30 مرة، وتشير الدراسات التي أجريت في المختبرات على البشر والحيوانات إلى أن للشاي الأخضر فوائد صحية كبيرة. ويحتوي هذا المشروب على مادة الكافيين، لذلك ينبّه القلب والجهاز العصبيّ إذا أخذ بجرعات صغيرة، ولذا فشربه يزيل الشعور بالتعب ويؤدي الإكثار من شربه إلى زيادة إدرار البول والتخلص من بعض الأيونات والإقلال من إفراز الأنسولين. ويساعد شربه على تنشيط الدورة الدموية لأنه يزيد من سرعة وقوة ضربات القلب. كما يساعد على زيادة نشاط الكلي، فيساعد على التخلص من الأملاح الضارة في الجسم. كما يساعد على الهضم بصفة عامة. وتوجد في الشاي مادة الفلورايد، التي تقتل الميكروبات التي تضرّ بالأسنان ويمنع تسوسها نظرا إلى احتواء أوراقه على مادة الفلافين، فإنه قادر على قتل فيروس الأنفلونزا، فقد أكدت نتائج أبحاث المركز الطبي في هيوستين في الولاياتالمتحدةالأمريكية أن شرب كأس من الشاي مع كأس من عصير البرتقال يوميا يساعد في حرق كميات الحديد الزائدة في الجسم. كما يحتوي الشاي الأخضر على مركّبات عديدة أهمها «الفلافونويد» المسمى «كاتيكين»، الذي يتمتع بخصائص مضادة للأكسدة ومقوية للصحة، فهو يقي من السرطان ويخفض مستويات الكولسترول.. لكنْ إلى جانب هذه الفوائد، فإنه ينتُج عن الإفراط في شرب الشاي عدة أمراض، حيث تصاحب مادة الكافيين مادة الثانين الحامضية القابضة، وهي بدورها تزيد حموضة المعدة، إلى جانب الأثر القابض على شرايين المعدة ،الذي يؤدي إلى المغص، فتتّحد مادة «الثانين» مع بعض المعادن المهمة في الجسم مكونة مركبات غير قابلة للذوبان والامتصاص، مما يؤدي إلى حرمان الجسم من هذه المعادن (مثل الحديد والزنك). كما أن شرب الشاي الساخن جداً يؤدي إلى تخريب الغشاء المخاطي للبلعوم والمريء، مما يهيئ الخلايا السرطانية للنمو لدى بعض الأشخاص، لذا يبقى الشاي مشروبا له مكانته على المائدة المغربية، لكنْ يجب ان نعتدل في تناوله، خاصة أنه يتم تحليته بالسكر، الذي يمكن أن يعود بالضرر على صحتنا.. فتدكّروا أن الداء والدواء في الغذاء وأنّ المرض وارد والشفاء مطلوب والوقاية خير من العلاج..